تداول ناشطون عراقيون، على مواقع التواصل الاجتماعي، قراراً مسرّباً من بريد إلكتروني تابع لإدارة الجامعة الأميركية في بغداد، يُمنع بموجبه الطلاب من وضع الكوفية الفلسطينية، وذلك تجنّباً لأيّ حراك اجتماعي أو سياسي تضامني مع فلسطين في داخل حرم الجامعة.
ويأتي ذلك، بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة، رداً على اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة في حقّ الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدّساته، وبعد الحرب الشرسة التي يشنّها الاحتلال على القطاع المحاصر.
يُذكر أنّ عملية المقاومة حظيت بدعم وتأييد شعبيَّين عراقيَّين كبيرَين، ومن المتوقّع أن يخرج مئات آلاف العراقيين في احتجاجات مساندة للفلسطينيين يوم غد الجمعة.
The American University in #Baghdad (a private university, or a front for money laundering?) tells students they can't wear kaffiyyah as "it may be perceived to be connected with a certain agenda. . . in light of sensitive world events" #Gaza
— Sinan Antoon سنان أنطون (@sinanantoon) October 11, 2023
الجامعة الأمريكية في بغداد (جامعة… https://t.co/7VghO5GbCE
وفي هذا الإطار، أعاد الروائي العراقي سنان أنطون نشر القرار المسرّب على منصة "إكس"، وكتب في تدوينة مرافقة أنّ "الجامعة الأميركية في بغداد (جامعة خاصة أو مشروع تبييض أموال؟) لن تسمح للطلاب بارتداء الكوفيّة لأنّها قد تُرى بأنّها مرتبطة بأجندة سياسية". أضاف: "يا عيني على حرية التعبير!"، خاتماً بوسم "#غزة".
وحتى الساعة، لم تعلّق إدارة الجامعة على الموضوع، على الرغم من الجدال الذي قام على أثر تسريب القرار الوارد في البريد الإلكتروني، بالإضافة إلى الغضب الذي أثاره كذلك.
🟪 الجامعة الاميركية في بغداد تدعم إسرائيل!!!!
— زهراء الحسن (zahraa Al_hassan) (@Zahraa_90_H) October 11, 2023
منعت الجامعة الامريكية في بغداد طلابها من ارتداء الكوفية الفلسطينية دعماً للفلسطينيين
وتمرداً على هذا القرار ارتدت مجموعة من الطالبات الكوفية الفلسطينية دعماً للأخوة في فلسطين..
وزارة التعليم العراقية يجب ان يكون لها رأي بهذا… pic.twitter.com/IplrZ5XwLZ
من جهتها، كتبت الناشطة العراقية زهراء الحسن، في تدوينة على منصة "إكس" أنّ "الجامعة الأميركية في بغداد تدعم إسرائيل!"، شارحة أنّها "منعت طلابها من ارتداء الكوفية الفلسطينية دعماً للفلسطينيين". أضافت أنّه "تمرّداً على هذا القرار، ارتدت مجموعة من الطالبات الكوفية الفلسطينية دعماً للأخوة في فلسطين".
ورأت الحسن، في التدوينة نفسها التي أرفقتها بصورة طالبات وضعنَ الكوفية وقد مُوّهت وجوههم، أنّه لا بدّ من أن يكون لوزارة التعليم العراقية "رأي بهذا الخصوص"، مشدّدة على أنّه "ليس من حقّ الجامعة الأميركية أن تمنع الطلاب من دعم القضية الفلسطينية".
بدوره، نشر الصحافي العراقي مصطفى عماد صورة على تطبيق "إنستغرام"، يظهر فيها طلاب يضعون الكوفية في حرم الجامعة الأميركية في بغداد. وفي الكلام المرفق بالصورة، قال عماد إنّ مجموعة من الطلاب يضعون الكوفية "تحدياً لإدارة الجامعة التي حاولت منع كافة مظاهر التضامن مع الشعب الفلسطيني".
أضاف عماد "بارك الله بكافة الجهود التي تكسر شوكة الاحتلال الأميركي في العراق". وشدّد على الوقوف إلى جانب "المقاومة الفلسطينية" وعملية "طوفان الأقصى"، وذلك "من دون قيد أو شرط".
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي سياسة الأرض المحروقة في غاراته المدمّرة التي يصبّها على الأحياء السكنية في قطاع غزة لليوم السادس من العدوان المستمرّ.
تجدر الإشارة إلى أنّ الجامعة الأميركية في بغداد تعرّف عن نفسها، على موقعها الرسمي، بأنّها جامعة أهلية غير ربحية تأسّست رسمياً في عام 2018، وفتحت أبوابها في يناير/ كانون الثاني من عام 2021 في العاصمة العراقية بغداد، معتمَدة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية.