إقامة صلاة الجمعة ونصب خيمة اعتصام في مقبرة القسام بحيفا احتجاجاً على قرار المحكمة العليا
شارك حشد من أهالي ومتولّي وقف الاستقلال في حيفا بصلاة وخطبة الجمعة على أرض مقبرة القسّام في قرية بلد الشيخ المهجّرة، ونُصبت خيمة اعتصام ضدّ قرار المحكمة العليا، الاثنين الماضي، "عدم التدخل بقضية مقبرة القسام بسبب قانون التقادم".
واقترحت المحكمة سحب الاستئناف المقدّم من قبل ممثّلي الأهالي وأقارب المتوفين المدفونين في المقبرة لإلغاء مصادرة وبيع جزء من مقبرة القسام، والتفاوض والتوصل إلى اتفاق بينهم وبين سلطات الاحتلال.
ورداً على قرار المحكمة، دعا متولّو وقف الاستقلال ولجنة المتابعة العليا إلى هذا النشاط الأول في مسار النضال لاستعادة مقبرة القسّام.
من جهته، قال فؤاد أبو قمير، وهو من متولّي وقف الاستقلال بحيفا: "دعينا إلى هذا اليوم لإقامة صلاة الجمعة، كما لبناء خيمة اعتصام داخل مقبرة القسّام، لشجب واستنكار منهجية المؤسسة الإسرائيلية التي قامت بمصادرة القسم الأعظم من أرض القسّام، 30 دونماً من أصل 43. واكبنا الدعاوى على مدار 8 سنوات في كواليس المحاكم ضد شركة "كيرور أحزكوت"، التي استولت بمعية دائرة أراضي إسرائيل على مساحة 13 دونماً من الأراضي، وهي بصدد إقامة مشاريع على هذه القبور".
وأضاف أبو قمير: "تكلّم الخطيب، الشيخ أسعد قلق، عن الرباط في هذه المقبرة، ودعوتنا إلى تحريرها من أيدي المغتصبين، ونحن ندعو (دائرة أراضي إسرائيل) إلى إعادة الأرض".
من جهته، أكّد توفيق جبارين، عضو لجنة المتابعة العليا، أنّ "قرار المحكمة العليا يعتبر مقبرة القسّام عقاراً تجارياً، وهذا كلام فيه الكثير من التجنّي والظلم بحق المقبرة الإسلامية. المحكمة تقول إنها تعارض نبش التاريخ، ولكنها تردّ بنبش قبور المسلمين. ولذلك، نحن في لجنة المتابعة ولجنة المتولّين وأهلنا في مدينة حيفا، وكل أهلنا في الداخل الفلسطيني، نرفض هذا القرار من أصله، ونعتبر أنّ المقبرة إسلامية لها وقفيتها المؤبدة التي لا يجوز المساس بها، ونرفض أن يتم التعامل معها على أنها عقار تجاري قابل للبيع والشراء".
وأضاف: "نحن في اعتصام في مقبرة القسّام لم يوضع له سقف حتى الآن. لكن هذا الاعتصام سيبقى بهدف تحرير هذه المقبرة وإعادتها لوقفيتها الإسلامية".
وعقّب محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة، على قرار المحكمة بالقول: "قرار المحكمة بعدم التدخّل هو تدخّل لترك الموضوع عقارياً، والمقابر ليست عقارات. المقابر تؤوي ناسا دُفنت هنا، لهم عائلات وأعزّاء وتاريخ".
وأضاف: "نحن هنا للاحتجاج ولمناهضة قرار الاحتلال والمحكمة العليا، لأنهم مسّوا حرمة المقبرة. سنبني خيمة اعتصام، ونؤمن أنّ وقفة الجماهير معنا والضغط الشعبي هو طرفنا المفاوض لمقبرة القسام".