لا تزال معظم المدارس في محافظة درعا، جنوبي سورية، خارج الخدمة، أو غير مجهزة عملياً لاستقبال الطلاب في صفوفها، كونها تفتقر إلى الأساسيات لاستكمال العملية التعليمية، من مقاعد وألواح والكثير من التجهيزات، إضافة إلى أن معظمها بحاجة لإعادة تأهيل وترميم من حيث البنى التحتية نتيجة تعرضها للقصف خلال السنوات التي سبقت سيطرة قوات النظام عليها.
وذكر الحقوقي عاصم الزعبي، عضو تجمع أحرار حوران (تجمع لنشطاء إعلاميين وحقوقيين مهتم بشؤون الجنوب السوري)، لـ"العربي الجديد"، أن العملية التعليمية في درعا تراجعت بشكل كبير جداً بعد عملية التسوية عام 2018، إذ لم يول النظام أي اهتمام لصيانة المدارس المُهدمة، كما لم يقدم الدعم بشكل عام للمدارس الحكومية، وخاصة في ريف درعا، لذلك يبذل الأهالي منذ خمس سنوات جهوداً ذاتية لصيانة المدارس وتأمين مستلزماتها من مقاعد وتدفئة وأشياء أخرى.
وتابع الزعبي: "لكن مع بدء العام الدراسي الحالي، ونتيجة للظروف المادية السيئة التي يعاني منها جميع السوريين، كان من الصعب استمرار الأهالي بتقديم الدعم، لذلك فإن عددا من المدارس في ريف درعا يفتقر إلى أبسط المقومات لإتمام العملية التعليمية، وخاصة مقاعد للطلاب. وقد لوحظ ذلك بوضوح في ريف درعا الشرقي، حيث بدأ معلمون إضرابا في بلدتي معربة والصورة في ريف درعا، مطالبين بتأمين المستلزمات الضرورية على الأقل".
كما اتجه عدد من أهالي المحافظة، ممن تسمح لهم أوضاعهم المادية، إلى تسجيل أبنائهم في المدارس الخاصة، وفق الزعبي، وبشكل خاص للمرحلة الثانوية، حيث تبلغ تكاليف التسجيل حوالي 4 ملايين ليرة سورية (283 دولار)، وهو مبلغ كبير بالنسبة للأهالي بشكل عام.
وحسب مديرية التربية التابعة للنظام في درعا، يوجد نحو 363 مدرسة بحاجة إلى ترميم جزئي، في حين بلغ عدد المدارس المدمرة بالكامل 111 مدرسة، تقدر تكلفة صيانتها بنحو 5.7 ملايين دولار. وخلال السنوات التي سبقت سيطرة النظام السوري على المحافظة عام 2018، كانت المدارس هدفا لقصف قوات النظام، الأمر الذي تسبب في تخريبها على نطاق واسع.
وأكد الناشط الإعلامي محمد حوراني، لـ"العربي الجديد"، أنه في الوقت الحالي، كما في الأعوام الماضية، يعمل الأهالي على إطلاق مبادرات لصيانة المدارس بجهود ذاتية، وهذا حدث في عدة بلدات ومدن، منها طفس وعتمان والحراك، إلا أن هذه الجهود ليست كافية، وإعادة افتتاح المدارس بحاجة إلى تحرك على مستوى الدولة، مضيفا أن "الدولة فعليا غائبة عن صيانة وإصلاح المدارس، وهذه العمليات محدودة للغاية لا ترقى للمستوى المطلوب"، مبينا أن "النظام يتحمل الخراب الذي وقع في هذه المدارس".
بدوره، أفاد أحد المدرسين في محافظة درعا "العربي الجديد" بأن وضع المدارس في عموم المحافظة سيئ للغاية، وذلك بسبب تعرضها للقصف خلال العمليات العسكرية، الأمر الذي تسبب بأضرار بالغة في معظمها، مشيرا إلى أن واقع هذه المؤسسات بعد سيطرة النظام على المنطقة لم يتحسن أبدا.
يذكر أنه في العام الدراسي الماضي، أطلق الأهالي حملة لصيانة 10 مدارس في مدينة طفس، كانت تفتقر إلى الألواح والمقاعد، كما عينوا حرسا عليها بهدف حمايتها من السرقة.