استمع إلى الملخص
- شاطئ كليوباترا في أنطاليا يُنسب لزيارة الملكة، بينما يرتبط شاطئ موغلا بالآثار الرومانية، ويتميزان برمال نقية وأنشطة ترفيهية، رغم صعوبة الوصول لموغلا.
- موغلا تجذب السياح بمعالمها مثل وادي الفراشات، أولودينيز، وجزيرة سيدرا، وتزخر بالقلاع والأوابد التاريخية، رغم أنها لا تصل لشهرة أنطاليا.
شواطئ كليوباترا من بين شواطئ تركيا التي اسقطبت خلال فصل الصيف الحار هذا العام، السياح والسكان الهاربين من الحرارة والرطوبة المرتفعة.
وتتمتع شواطئ كليوباترا التي تُنسب إلى ملكة مصر الشهيرة كليوباترا، بخصوصية الأماكن وميزات الأسماء والشهرة معاً، وهو ما تملكه فعلياً سواحل قليلة في العالم يقصدها سياح من أقاصي الأرض. وإذ يسبق الاسم خصوصية ورفاهية المكان يتكامل مع الآثار وعوامل الجذب التاريخية التي تبرر تكبد الزوار عناء الرحلة والإنفاق.
يحمل شاطئان منفصلان بطبيعتين مختلفتين جذرياً اسم كليوباترا في ولايتين متجاورتين، هما أنطاليا وموغلا على البحر المتوسط، جنوب غربي تركيا، علماً أن شاطئ ولاية موغلا على المتوسط يقع أيضاً في بحر إيجه. ويستدعي ذلك طرح السؤال حول السرّ في التسمية، ووصول كليوباترا التي شغلت العالم خلال فترة حكمها وأخيها بطليموس الثالث عشر، إلى شواطئ تركيا.
يقول الخبير السياحي محمود ألتن باش لـ"العربي الجديد": "ليست التسمية اقتداءً بانتشار اسم كليوباترا خلال عصر النهضة ووجود صورتها وتمثالها النصفي على النقوش والعملات والأعمال الفنية، بل يرتبط على الأرجح بما تورده كتب التاريخ في شأن إطلاق القائد الروماني ماركوس أنطونيوس الاسم على شاطئ ألانيا بولاية أنطاليا، بعدما زارت الملكة المكان وسبحت في الشاطئ. أما انتقال الاسم إلى شاطئ موغلا فحكايته تختلف على الأرجح لأنه يزخر بآثار رومانية قديمة. ولا يستبعد أن ملكة مصر كانت تأتي إلى الولاية، وأن الحمام الخاص بها موجود ضمن الآثار القديمة للولاية حيث كانت تقيم".
يضيف: "لا شك في أن إطلاق اسم كليوباترا على الشاطئ في موغلا يزيد إقبال السياح الأوروبيين لمشاهدة الآثار القديمة الرومانية التي تجاور الشاطئ، رغم صعوبة الوصول والإقامة، أما شاطئ كليوباترا في منطقة آلانيا بولاية أنطاليا فيعتبر أحد أجمل شواطئ تركيا".
وفي شأن صعوبة الوصول إلى شاطئ كليوباترا بولاية موغلا، يوضح ألتن باش: "يصل السياح عبر يخوت سياحية تنطلق من منطقتي فتحية وغوجك، وتجوب شواطئ ومناطق عدة في قضاء دالمان بولاية موغلا، مثل شواطئ بدري رحمي وسارسالا وكليوباترا التي تزخر بالآثار الرومانية والمحاط بأشجار الغابات".
يضيف: "موغلا من أكثر مناطق الجذب في تركيا، وزارها أكثر من 10 ملايين سائح العام الماضي، نصفهم تقريباً من أوروبا وقد تمتعوا بمشاهدة ما تحتويه من آثار وغابات وشواطئ. وربما الأهم أنها مجاورة لولاية أنطاليا التي تعتبر عاصمة السياحة التركية. وفي العادة تتضمن البرامج السياحية في أنطاليا ولاية موغلا".
ويتحدث عن وجود آثار رومانية كثيرة في المنطقة ينسب بعضها للملكة كليوباترا خلال رحلاتها، وأشهرها إلى روما لرؤية عشيقها يوليوس قيصر قبل أن يُقتل".
ويشير إلى أن شاطئ كليوباترا في آلانيا من أهم وأجمل الشواطئ على ساحل الريفيرا التركية وحائز شهادة العلامة الزرقاء، فهو رملي بالكامل ومياهه نقية ويتمتع بتنوع الأنشطة الترفيهية، لكنه قصير قياساً بشواطئ تركيا المشهورة، ولا يزيد طوله عن كيلومترين.
ويبعد شاطئ كليوباترا في ألانيا 160 كيلومتراً عن وسط مدينة أنطاليا، ويتيح فرصة الاسترخاء مع ممارسة أنشطة رياضية مختلفة مثل السباحة والمشي والرياضة الصباحية على الكورنيش ولعب الكرة الطائرة الشاطئية.
ويضم الشاطئ العديد من الفنادق والمطاعم والحدائق وملاعب الأطفال ومراكز التسوق، وتتوفر أيضاً طرقات للمشي ونوافير. وفي الإجمال يُعد شاطئ كليوباترا خياراً مثالياً لمن يرغبون في قضاء عطلة ممتعة ومريحة في الشمس والرمال والمياه الفاتنة.
ملايين السياح سنوياً
في تصريحات سابقة لوكالة الأناضول، يقول والي موغلا، إدريس آق بييق، إنّ قضاء دالمان الذي يضم العديد من الشواطئ السياحية، ومن بينها كليوباترا، يستقبل سنوياً ملايين السياح في ظل تمتع المنطقة ببنى تحتية سياحية قوية.
ويوضح أن "أطلال حمام كليوباترا الأثري موجودة على الشاطئ، علماً أن المنطقة كانت تضم العديد من المستوطنات البشرية منذ العصور القديمة إلى الوسطى".
ويلفت إلى أنّ "المنطقة تحظى بإعجاب كبير من الزوار الذين يعيشون لحظات تاريخية لا تُنسى. ويوصى بزيارة شواطئ موغلا لا سيما شاطئ كليوباترا ومنطقة غوجك التي تستضيف 1500 يخت تستفيد من بنى بمعايير عالمية، ومنطقة دالمان التي تضم مجموعة خلجان طبيعية، أبرزها بيوك أووه وأكواريوم وياسيجه آداسي وترسانه وكوبن".
وتمتاز بإطلالتها على البحر من ثلاث جهات، هي البحر المتوسط والبحر الأسود وبحر إيجه، وبامتلاكها شواطئ تمتد على طول 7200 كيلومتر ما يزيد عوامل الاستقطاب وجذب السياح، رغم أن بعض الشواطئ تملك ميزات خاصة مثل كيلوباترا.
ومن أهم معالم ولاية موغلا المصنفة ضمن الأكثر جذباً في تركيا التي تضم بودروم ومرمريس وفتحية وداتشا، وادي الفراشات الشهير، وأولودينيز في منطقة فتحية، ثم جزيرة سيدرا أو جزيرة كليوباترا.
وإلى جانب الطبيعة والشواطئ والجزر، تزخر موغلا بالقلاع والأوابد، مثل قلعة بودروم الشهيرة ومنطقة داتكا الطبيعية وقرية كاياكوي التي يعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد.
وتبقى شواطئ موغلا، عدا كليوباترا، محط اهتمام وعامل جذب وترويج، مثل ياهسي ومرماريس وأوزتوزو وأولو دينيز. وموغلا هي صاحبة أطول شريط ساحلي في تركيا بطول 1484 كيلومتراً، وتحتضن حالياً 105 شواطئ و8 مراسٍ ومعالم طبيعية وأثرية عريقة. لكن موغلا لا تصل إلى مرتبة عاصمة السياحة أنطاليا على صعيد عدد الشواطئ الحائزة "العلم الأزرق الشاطئي" (شهادة من مؤسسة التعليم البيئي)، والشهرة الدولية، رغم ما فيها من طبيعة وأوابد وسواحل.