شاب سوري يعود إلى إدلب هرباً من العنصرية بتركيا

25 ابريل 2023
عانى دياب الرشيد من العنصرية في تركيا (عامر السيد علي)
+ الخط -
فضّل الشاب السوري دياب الرشيد، العودة إلى مدينة إدلب السورية، والعيش في منطقة خطرة، بدلاً من العجز أمام المواقف العنصرية التي شهدها في مدينة بورصة التركية خلال فترة السبع سنوات التي قضاها في تركيا، على الرغم من الحالة المادية والمعيشية الجيدة في تركيا، وقدرته على تأمين مصروفه الشخصي ومصاريف عائلته في سورية من خلال مهنته في الحدادة.
الرشيد من قرية معر حطاط التي تتبع منطقة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، شمال غربيّ سورية. لجأ إلى تركيا مع بداية الحرب السورية، وعاش في مدينة بورصة شمال غربيّ البلاد، وهي من المدن الصناعية الهامة في تركيا، ليعمل في مهنته، الحدادة، التي كانت توفر له دخلاً جيداً يستطيع تأمين جميع حاجاته من خلالها، ويرسل إلى عائلته مصروفها في سورية أيضاً.
لكن المواقف العنصرية التي شهدها من بعض الأشخاص الأتراك كانت تسبب له الضيق والقلق، بالإضافة إلى شعوره بالاستياء من كلمة "لاجئ" طوال الفترة التي قضاها في تركيا، التي لا يعرف معناها الحقيقي سوى اللاجئ نفسه، كما يوضح لـ"العربي الجديد".
 
دياب الرشيد (عامر السيد علي)
كان يشعر بالقلق في تركيا (عامر السيد علي)
لذلك، قرر تسليم بطاقة الحماية المؤقتة للحكومة التركية والعودة إلى سورية مطلع عام 2019 عندما بدأت قوات النظام السوري حملتها العسكرية الكبيرة، التي خسرت المعارضة حينها أجزاءً واسعة من ريف إدلب وريف حماة، وعاد ليقف معنوياً إلى جانب عائلته التي كانت تستعد للنزوح من قرية معر حطاط، ويساعدها في نقل ما يستطيعون نقله من أملاكهم باتجاه الشمال السوري، هرباً من بطش قوات النظام السوري.
يقول: "في تركيا، كنت أشعر بالقلق عندما أسمع أن قصفاً طاول المنطقة التي تعيش فيها عائلتي. لكن مع وجودي إلى جانبهم الآن، أصبح الشعور أفضل. فما يصيبهم سيصيبني، الحياة في الوطن أفضل من أي مكان آخر في العالم، رغم صعوبتها وقساوتها وضيق الحال".
يتابع: "فرص العمل في تركيا أفضل من سورية التي تعاني وضعاً اقتصادياً متدهوراً. لكنني واجهته بفتح قهوة بجانب المكان الذي أعيش فيه بعدما اقترضت مبلغاً من المال، لأنني أنفقت ما وفرت من المال خلال العمل في تركيا على زواجي عند عودتي، والوضع المعيشي حالياً بالنسبة إليّ جيد. هذه القهوة توفر مصروفي ومصاريف عائلتي، بالإضافة إلى راتب الموظف الذي يساعدني".
المساهمون