أكدت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، في تقرير الجمعة، أنها حصلت على مجموعة من الصور والمقاطع المصورة، بتاريخ التاسع من سبتمبر/ أيلول، تُظهر تعرض مدني للتعذيب على يد عناصر يرتدون الزي العسكري في منطقة سلوك بريف محافظة الرقة، شمالي سورية.
وأوضح التقرير أنه عذب بطريقة وحشية عبر ضربه بسَوط وعصا على كامل أنحاء جسده وتعريته بشكل كامل، وأُجبر على الاعتذار لمن يقومون بتعذيبه، وتصوير ذلك الاعتذار والتعذيب الذي ترافق مع توجيه شتائم للضحية، ويُشكل مجموع ذلك "أنماطاً متعددة من التعذيب وإهانة للكرامة الإنسانية".
وجاء في التقرير أن "القانون الدولي يحظر بشكل قاطع التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية وغير الإنسانية أو المذلة، وأصبح ذلك بمثابة قاعدة عرفية من غير المسموح المسُّ به أو موازنته مع الحقوق أو القيم الأخرى، ولا حتى في حالة الطوارئ".
ويُعتبر انتهاك حظر التعذيب جريمة في القانون الجنائي الدولي، ويتحمل الأشخاص، الذين أصدروا الأوامر بالتعذيب أو ساعدوا في حدوثه، المسؤولية الجنائية عن مثل هذه الممارسات، وفق ما أورد التقرير.
ووفقاً للتقرير، فإن علي السلطان الفرج، من أبناء قرية بلوة التابعة لناحية سلوك بريف محافظة الرقة الشمالي، هو ضحية تعذيب، حيث أظهرت الصور والمقاطع المصورة آثار تعذيب عنيفة على أماكن متفرقة من جسده، ما يرجح تعرضه لأنواع مختلفة من أساليب التعذيب الجسدي.
ونقلت الشبكة عن ناشطين في المنطقة أن الفرج احتجز قرب منزله في قرية بلوة، مطلع سبتمبر/ أيلول، من قبل عناصر يُعتقد أنهم تابعون للفرقة 20 التابعة للجيش الوطني، واقتيد إلى جهة مجهولة من دون معرفة سبب احتجازه، ومنع من التواصل مع أهله واحتجز من دون قرار قضائي، بما يشبه عملية اختطاف.
وقالت الشبكة إن "آثار التعذيب وطريقة انتهاك حرمة المواطن علي الفرج تُذكرنا بممارسات مماثلة من قبل عناصر الشبيحة وقوات الأمن التابعين للنظام السوري، الذين ظهروا في عشرات المقاطع وهم يصورون ويتفاخرون بتعذيب مواطنين سوريين".
وأدان التقرير ممارسات الخطف والتعذيب التي ينفذها عناصر في الجيش الوطني، مشيراً أنها "توسعت في العام الجاري، بشكل خاص في ريفي محافظة حلب الشمالي والشرقي".
كما طالبت الشبكة بـ"فتح تحقيق فوري مستقل في جميع حوادث الخطف والتعذيب التي وقعت، وبشكل خاص هذه الحادثة الهمجية"، داعية لمحاسبة المتورطين مع كشف نتائج التحقيقات وتعويض الضحايا، و"عدم اتباع سياسة النظام السوري وروسيا في إنكار وقوع الانتهاكات، وبالتالي عدم محاسبة أي عنصر أمن أو ضابط أو شبيح على مدى عشر سنوات".
وعبر الناشط نوار رهاوي عن رفضه واستنكاره ما حصل للشاب علي سلطان الفرج، وقال: "كل التضامن مع الشاب علي سلطان الفرج، ابن مدينة الرقة، والبالغ من العمر 19 عاما، الذي تعرض لأبشع أنواع التعذيب الجسدي وأقذر أنواع التعنيف اللفظي، على يد مجموعة مؤلفة من 7 عناصر منضوين تحت مؤسسة الجيش الوطني السوري مع الأسف، وذلك بعد أن قام بانتقاده عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي".
ولفت رهاوي إلى أن "هذه الممارسات تمت سابقاً على أيدي عناصر "حزب الله" وعناصر قوات النظام السوري وقوات سورية الديمقراطية (قسد)".
وعبر أهالي بلدة سلوك عن رفضهم ما حصل مع الشاب علي، حيث أشارت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إلى أن أهالي البلدة دعوا لمظاهرة بعد صلاة الجمعة، للمطالبة بطرد فصيل "صقور السنة" المنتمي للفرقة 20، وهي المجموعة العسكرية التي ينتمي لها الضالعون في تعذيب الشاب علي.
ووقعت العديد من حوادث التعذيب على يد مقاتلي الجيش الوطني، منها مقتل الشاب محمد حنيف حسين (30 عاماً) تحت التعذيب في سجن ناحية راجو بمنطقة عفرين في سبتمبر/ أيلول 2019.