يتخوّف النّازحون في مخيّمات إدلب شمال غربيّ سورية، من اتساع رقعة القصف المستمرّ ليطاول الريف الشمالي في المحافظة والمناطق القريبة من الحدود السورية التركيّة ذات الكثافة السّكانية العالية، بما فيها من تجمّعات لمخيّمات المهجّرين والنّازحين.
لم يتوقف القصف على المحافظة، بل تراجعت كثافته مع دخول شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد حملة تصعيد مكثفة بدأها النّظام السوري وحليفته روسيا والمليشيات المدعومة من إيران في 5 أكتوبر/ تشرين الأول.
وسبّب القصف، اليوم الثلاثاء، سقوط جرحى، بينهم أطفال في بلدة تفتناز بريف إدلب، وفق ما بيّن الدفاع المدني.
وأضاف: "موت ودمار ونيران، هذا ما تركته صواريخ النظام الموجهة في استهدافها الأحياء السكنية وسيارة مدنية في بلدة تفتناز شرقي إدلب، اليوم الثلاثاء، والتي سبّبت مقتل مدني وإصابة 5 آخرين، بينهم طفلة".
مدير مخيم التح عبد السلام اليوسف، تحدّث لـ"العربي الجديد" عن الوضع في الريف الشمالي من المحافظة وعموم المناطق، وقال: "التصعيد الأخير من قبل النظام وروسيا على محافظة إدلب صعب للغاية، هناك خوف شديد من قصف المخيمات المكتظة بالنازحين والمهجرين، الذين ليس لهم سوى الخيام في المنطقة، وهناك نازحون ضمن المخيمات لهم أقرباء في مناطق إدلب لا يستطيعون الذهاب إليهم، والبعض لا يمكنهم التوجه إلى المشافي أو الأسواق. الوضع غير مطمئن. الخوف أن يتوسع القصف للمناطق التي تكتظ أيضاً بالنازحين ما بعد منطقة معرة مصرين وسرمدا".
وتستهدف قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها، بنحو يومي ومتكرر بقذائف المدفعية الثقيلة، منطقة جسر الشغور من الريف الجنوبي لمحافظة إدلب، إضافة إلى قرى وبلدات ريف حلب الغربي، بما فيها الأبزمو ودارة عزة، الأمر الذي يعرقل عودة النازحين خلال الحملة العسكرية الأخيرة لمنازلهم في هذه المناطق، ويمنع أيضاً وصول المزارعين إلى أراضيهم.
الناشط الإعلامي خضر العبيد قال لـ"العربي الجديد"، إن العدد الأكبر من النازحين جراء الحملة العسكرية الأخيرة خائفون من العودة إلى مناطقهم، خصوصاً في ريف إدلب الغربي، الذي تواصل قوات النظام استهدافه حتى الوقت الحالي، وأضاف: "المزارعون في الوقت الحالي متضررون، ومن يعملون في قطاف الزيتون مستاؤون، ليس بسبب القصف فقط، بل بسبب مخلفات الحرب، ولا سيما القنابل العنقودية التي تشكل خطراً على الجميع".
وتابع: "اليوم استهدفت الطائرات الحربية منطقة الشيخ بحر بريف إدلب، وهي منطقة تجمع مخيمات، لقد عاش النازحون أوقاتاً مرعبة، الكل في حالة رعب وترقب".
وكان تقرير أممي سابق صدر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قد أكد أن 70 شخصاً قُتلوا، بينما أُصيب 349 آخرون، ثلثهم من الأطفال، جراء التصعيد في شمال غرب سورية، بينما بلغ عدد النازحين 130 ألفاً، حيث أثرت الأعمال العدائية، وفق التقرير، في 40 مرفقاً صحياً و24 مدرسة و20 منظومة مياه.
وجاء في التقرير أن عمليات الإغاثة عبر الحدود هي شريان الحياة. حيث عبرت 257 شاحنة تحمل مساعدات الأمم المتحدة إلى شمال غرب سورية خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الثاني وخلال فترة التصعيد في الأعمال العدائية. ويبلغ عدد سكان المنطقة 4.5 ملايين شخص، منهم 4.1 ملايين محتاج.