في وقت تواجه فيه الرعاية الصحية في المملكة المتحدة تحديات كبيرة، أطلق تشارلز زاجكوفسكي (63 عاماً)، ومعه 20 شخصاً من مرضى سرطان البنكرياس حملة في مجلس العموم البريطاني لحث الحكومة على توفير تمويل أكبر لعلاج هذا السرطان.
وزاجكوفسكي هو واحد من بين ملايين الأشخاص المصابين بسرطان البنكرياس في المملكة المتحدة. ظهر المرض عند زاجكوفسكي عام 2017، لكن تأخير التشخيص والعلاج فاقما من أزمته الصحية، إلى أن شفي بعد رحلة علاج طويلة. ثم ظهر المرض مجدداً في مايو/ أيار الماضي. إلا أن العلاج قد يكون أكثر صعوبة في ظل نقص الإمدادات الصحية والتمويل اللازم، بحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.
يعد زاجكوفسكي اليوم ممثلاً لمرضى البنكرياس وهو عضو في المجلس الاستشاري الطبي لسرطان البنكرياس في المملكة المتحدة، ويعمل على مكافحة المرض ومساعدة المرضى على اكتشافه مبكراً. ونادراً ما يُكتشف سرطان البنكرياس في مراحله المبكرة عندما يكون أكثر قابلية للشفاء، لأنه في كثير من الأحيان لا يسبب الأعراض إلا بعد أن ينتشر إلى أعضاء أخرى. وتشمل العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس داء السكّري، التهاب البنكرياس المزمن، وجود تاريخ عائلي من المتلازمات الوراثية التي يُمكن أن تزيد خطر الإصابة بالسرطان، وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البنكرياس، السمنة، التقدم في السن (معظم من يُشخّصون بهذا المرض يتجاوزون 65 عاماً).
وتُفيد بيانات طبية بأن سرطان البنكرياس يحتل المرتبة الثانية عشرة من بين أنواع السرطان الأكثر شيوعاً على مستوى العالم، وقد سجل أكثر من 495.000 إصابة جديدة بسرطان البنكرياس عام 2020 عالمياً. في هذا الإطار، يُعرّف أخصائي الأمراض السرطانية أحمد مطر سرطان البنكرياس بـ"المرض الصامت"، ويقول لـ "العربي الجديد": "عادة ما لا يتم اكتشاف إصابة المريض بسرطان البنكرياس إلا في مراحل متقدمة نظراً لتشابك العوارض الخاصة بسرطان البنكرياس مع عوارض عامة يصاب بها العديد من الأشخاص، كآلام البطن وارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم والإرهاق وفقدان الشهية وغير ذلك".
يضيف مطر: "يُعد فقدان الوزن من العلامات الأساسية، إذ يفقد المريض ما بين 10 و15 كيلوغراماً بشكل مفاجئ"، ويلفت إلى بعض الأعراض الأساسية، وهي ألم في البطن، واصفرار البشرة، وبياض العينين، بالإضافة إلى براز فاتح اللون
وبول داكن اللون، ويقول: "ما من سبب واضح حول كيفية الإصابة بالمرض. وعلى غرار جميع أنواع السرطانات، لا يوجد عامل رئيسي للإصابة بالمرض، ولكن قد تكون هناك مجموعة من العوامل، منها وراثية، أو اتباع أنماط غير صحية كالتدخين وتناول الكحول وغير ذلك".
وبحسب الجمعية الأميركية للسرطان (منظمة صحية تطوعية مُخصصة لمحاربة مرض السرطان والقضاء عليه)، فإن حوالي 25 في المائة من سرطان البنكرياس ناتج عن التدخين. كما تعد زيادة الوزن وتناول المأكولات غير الصحية عاملاً إضافياً مساعداً للإصابة بمرض السرطان، إذ إن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة عرضة بنسبة 20 في المائة للإصابة بسرطان البنكرياس.
ويعدّ سرطان البنكرياس أكثر شيوعاً لدى مرضى السكري. وأظهرت الدراسات أن الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني قد يصابون أيضاً بسرطان البنكرياس. كما يؤدي التعرض الشديد في العمل لبعض المواد الكيميائية المستخدمة في التنظيف الجاف وصناعات المعادن إلى زيادة خطر إصابة الشخص بسرطان البنكرياس.
في السياق، أظهرت دراسة جديدة نشرت في مجلة "بلوس ون" (مجلة علمية مفتوحة صادرة عن المكتبة العامة للعلوم منذ عام 2006، وتغطي البحوث الأولية من اختصاصات العلوم والطب)، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وشملت 34.979 شخصاً مصاباً بسرطان البنكرياس ضمن ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة، في الفترة ما بين الأول من يناير/ كانون الثاني 2007 و31 أغسطس/ آب 2020، أن التغيرات في مؤشر كتلة الجسم والإصابة بالسكري كانت من العوارض الرئيسية للإصابة بسرطان البنكرياس.
وبحسب الدراسة، فإن التغيرات شملت نقصاً في الوزن وتغيراً في نسبة السكر في الدم قبل ثلاث سنوات من تشخيص الإصابة بسرطان البنكرياس. وأظهرت أن هذه العوامل المبكرة قد تساعد في الوقاية من مرض سرطان البنكرياس في المستقبل.
يقول مطر إن علاج سرطان البنكرياس شبيه بعلاج مختلف أمراض السرطان، وتتنوع ما بين الجراحة والاستئصال بحسب الحالة، بالإضافة إلى العلاج الإشعاعي والكيميائي. وبعد إجراء العلاجات الضرورية، يخضع المريض إلى المراقبة خشية إنتشاره مجدداً. وبالنسبة للعديد من الأشخاص المصابين بسرطان البنكرياس، قد لا يختفي المرض تماماً أبداً، وتظهر الأورام في جزء آخر من الجسم.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
