روسيا: سكان أورسك يستغيثون وسط الفيضانات المتواصلة

08 ابريل 2024
تنقّل في الزوارق وسط فيضانات أورسك في الثامن من إبريل 2024 (أناتولي جدانوف/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- انهيار سد في مدينة أورسك الروسية يتسبب في فيضانات غامرة، مما يجبر السكان على استخدام الزوارق في التنقل ويؤدي إلى انقطاع الغاز والكهرباء، بينما تنتشر نداءات الاستغاثة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
- الخبير ليونيد خازانوف يشير إلى أن انهيار السد قد يكون نتيجة لعوامل متعددة بما في ذلك مخالفات في البناء والتشغيل وتأثير الاحتباس الحراري، مؤكدًا على أهمية الحسابات الهندسية الدقيقة والمراقبة المستمرة.
- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يأمر بتشكيل لجنة خاصة للمتابعة ويتم فرض حالة طوارئ في مقاطعة أورينبورغ، حيث تم إجلاء أكثر من ستة آلاف شخص وتفعيل خدمات الطوارئ لمواجهة تداعيات الكارثة.

بعد أيام من انهيار سدّ في روسيا عند نهر أورال في مدينة أورسك الواقعة في مقاطعة أورينبروغ جنوب غربي البلاد، تحديداً جنوبي جبال أورال الفاصلة بين قارتَي أوروبا وآسيا، ما زال السكان يستغيثون وسط الفيضانات الغامرة، وما زالت تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور وتسجيلات فيديو تبيّن مناطق سكنية كاملة مغمورة بالمياه، فيما يتحرّك السكان في شوارعها على متن زوارق.

وتُطلَق على حسابات مجموعات، أنشأها سكان أورسك على تطبيق تليغرام، نداءات استغاثة ودعوات إلى التطوّع لإنجاز بعض الأعمال من قبيل تفريغ مياه الشرب، فيما تكثر الشكاوى من انقطاع الغاز والكهرباء، ويُصار كذلك إلى تبادل النصائح حول كيفية مغادرة المدينة، مع إشارة إلى تخاذل السلطات في روسيا عن إغاثة المنكوبين. ويبدو أنّ محنة سكان المنطقة لا تقترب من نهايتها، وسط مؤشّرات إلى استمرار السيول عند نهر أورال، ووصول الفيضانات إلى مدينة أورينبورغ نفسها بحلول منتصف إبريل/ نيسان الجاري.

وتُطرَح تساؤلات حول الأسباب التي أدّت إلى انهيار سدّ أورسك وما ترتّب عليه من تداعيات كارثية مماثلة، قد تكون ناجمة عن مخالفات وقعت عند بناء السدّ وتشغيله، بحسب ما يرى الخبير الصناعي والاقتصادي المستقل ليونيد خازانوف. ويقول خازانوف لـ"العربي الجديد" إنّ "أسباب انهيار السدّ قد تكون مختلفة تماماً، فربّما لم يكن مهيّئاً لتحمّل منسوب المياه الحالي في نهر أورال، وربّما وقعت مخالفة عند البناء أو التشغيل، وهو ما سوف تبيّنه نتائج التحقيق".

ومن غير المستبعَد أن يكون للاحتباس الحراري وما يترتّب عنه من ذوبان ثلوج في شمال روسيا دور في تفاقم الفيضانات، ويؤكد خازانوف أنّ "نهر أورال لم يشهد مثل هذه الفيضانات منذ مدة طويلة، وبدورها، صارت كازاخستان، جارة روسيا، تعاني من فيضانات". وحول رؤيته كيفية تجنّب تكرار مثل هذه الكوارث التكنولوجية في المستقبل، يوضح الخبير أنّه "لا بدّ من التحرّي بدقّة أكبر عند إجراء الحسابات الهندسية خلال تصميم السدود ومراعاة كلّ المطالب المتعلقة باختيار المواد ومراقبة المنشأة بصورة دائمة".

من جهته، وصف المتحدّث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف الوضع في مقاطعة أورينبورغ بعد حادثة انهيار السدّ بأنه "حرج". وأفاد بيسكوف في تصريحات صحافية، اليوم الاثنين، بأنّ كلّ خدمات الطوارئ فُعّلت، لافتاً إلى أنّ "الوضع في مقاطعتَي كورغان وتيومين متوتّر جداً، ويُصار إلى حثّ الناس على الاستعداد لفيضانات كارثية". أضاف بيسكوف أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استمع إلى تقارير حكام الأقاليم ووزير الطوارئ ألكسندر كورينكوف، وكلّف حكومة روسيا بتشكيل لجنة خاصة للمتابعة.

وقد فُرضت حالة طوارئ في مقاطعة أورينبورغ في الرابع من إبريل/ نيسان الجاري، على خلفية الفيضانات الناجمة عن انهيار سدّ مدينة أورسك وارتفاع منسوب المياه في نهر أورال إلى أكثر من تسعة أمتار. وعلى أثر ذلك، غمرت المياه أكثر من 10 آلاف منزل في مقاطعة أورينبورغ، فيما أُجلي أكثر من ستّة آلاف شخص حتى الآن. ولم تستبعد وزارة الطوارئ احتمال غمر ستّ دوائر في مقاطعة كورغان، داعية سكان مقاطعة تيومين إلى المغادرة بسبب ارتفاع منسوب المياه في نهرَي توبول ويشيم. وبعد انهيار السدّ، رفعت لجنة التحقيق في روسيا قضيةً على خلفية مخالفة قواعد الأمان عند بناء السدّ، إذ تشير بيانات النيابة إلى رصد مخالفات متكرّرة لأصول التشغيل منذ عام 2010.

المساهمون