خبراء يحذرون من جوائح جديدة ومزيد من الأمراض حيوانية المنشأ

10 يونيو 2022
تزايد الاختلاط البشري بالحيوانات يزيد الأمراض حيوانية المنشأ (Getty)
+ الخط -

تضاعفت الأمراض التي تنتقل عن طريق الحيوانات إلى البشر خلال السنوات الأخيرة، من سارس، مرورا بإيبولا، وأنفلونزا الطيور، وزيكا، وكوفيد-19، وصولا إلى جدري القرود، ما يثير مخاوف من ظهور جوائح جديدة.

وقال رئيس قسم الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايك راين، قبل أيام: "أصبحت العلاقة بين الإنسان والحيوان غير مستقرة. زادت عوامل انتقال المرض وتضخيمه وانتشاره بين البشر. لقد رأينا ذلك أخيراً مع جدري القرود"، لكن الأمر ليس محصوراً بهذا الوباء.

يعتبر جدري القرود الناجم عن فيروس ينتقل إلى البشر عن طريق حيوانات مصابة غالباً ما تكون قوارض، أحدث مثال على تكاثر الأمراض الحيوانية المنشأ، وهي التي يمكن أن تنقلها الحيوانات إلى الإنسان، وقد ينتهي الأمر ببعضها إلى أن تصبح أوبئة بشرية، مثل كوفيد-19.

وبحسب المنظمة العالمية لصحة الحيوان، فإنّ نحو 60% من الأمراض هي حيوانية المنشأ، وزاد تواتر هذه الأمراض التي بدأت بالظهور قبل آلاف السنين، منذ كثف الإنسان تفاعله مع الحيوانات عن طريق تدجينها، وتفاقم بشكل كبير خلال السنوات العشرين أو الثلاثين الماضية.

وأوضح رئيس مختبر اكتشاف مسببات الأمراض في معهد باستور الفرنسي مارك إلوا أنّ "زيادة السفر سمحت للأمراض بالانتشار بسرعة أكبر، وبطريقة خارجة عن السيطرة".

التغير المناخي يساهم في ظهور وانتشار أنواع جديدة من الأمراض

من خلال احتلال مساحات كبيرة من العالم بشكل متزايد، يساهم البشر أيضاً في اضطراب النظام البيئي، وتعزيز انتقال الفيروسات، وبالتالي، فإنّ تكثيف مزارع الحيوانات الصناعية يزيد من خطر انتشار مسببات الأمراض بين الحيوانات.

كما تزيد تجارة الحيوانات البرية من تعرض الإنسان للميكروبات التي ربما تكون تلك الأنواع حاملة لها، كما أنّ إزالة الغابات تزيد من خطر حدوث اتصال بين الحيوانات البرية وتلك الأليفة والبشر.

وقال عالم الأحياء المتخصص في الأمراض الحيوانية المنشأ بنجامين روش: "عندما نزيل الغابات، فنحن نحد من التنوع البيولوجي، ونفقد حيوانات تنظم الفيروسات بشكل طبيعي، ما يسمح للفيروسات بالانتشار بسهولة أكبر".

من جانب آخر، سيجبر تغير المناخ العديد من الحيوانات على الفرار من أنظمتها البيئية بحثاً عن أراض صالحة أكثر للعيش، كما حذّرت دراسة نشرت في دورية "نيتشر"، نهاية إيريل/نيسان الماضي، وأوضحت أنّ الحيوانات الهاربة ستلتقي أنواعاً أخرى للمرة الأولى، وستتناقل فيروساتها، ما سيعزز ظهور أمراض جديدة يحتمل أن تنتقل إلى البشر.

وقال المتخصص في الصحة البيئية بجامعة جورج تاون الأميركية غريغوري ألبيري: "نحتاج إلى مراقبة أفضل للحيوانات الحضرية والبرية من أجل أن نتمكن من تحديد متى انتقل مسبب مرض من نوع إلى آخر، وإذا كان المضيف المتلقي حضرياً أو قريباً من البشر، عندها يكون ذلك مثيراً للقلق".

ترسم هذه الدراسة "شبكة" مستقبلية من الفيروسات التي تنتقل من نوع إلى آخر، والتي تنمو مع ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وقال مارك إلوا: "لدينا اليوم وسائل تحقيق سهلة الاستخدام وسريعة تتيح لنا الاستجابة بسرعة في حال ظهور فيروسات جديدة. لدينا القدرة أيضاً على تطوير لقاحات بسرعة كبيرة" كما حصل عند انتشار كوفيد-19.

وحذر أستاذ الأمراض المعدية في جامعة ليفربول البريطانية إريك فافر من أنه "يحتمل ظهور مجموعة من الأمراض الجديدة التي ربما تكون خطيرة. علينا أن نكون مستعدين، وهذا يعني التركيز على الصحة العامة للسكان في البيئات النائية، ودراسة بيئية هذه المناطق الطبيعية بشكل أفضل لفهم طريقة تفاعل الأنواع المختلفة".

(فرانس برس)

المساهمون