قال مؤسس مؤسسة "العالم للجميع"، السفير إبراهيم رسول، إنّ ظاهرة الإسلاموفوبيا لم تعد قاصرة على العالم الغربي. فقد ترسخت بين الأقليات المسلمة في الهند والصين وميانمار وغيرها من الدول، موضحاً أنّ المسلمين، سواء في الغرب أو في الشرق، يواجهون كل نزعات الشعبوية والتعصب والتطرف على أوسع نطاق.
ويناقش خبراء وباحثون جذور وآثار الإسلاموفوبيا، عبر المؤتمر الدولي لجامعة جورجتاون في قطر، والذي انطلقت أعماله، اليوم السبت، في الدوحة تحت عنوان "التاريخ والممارسات العالمية للإسلاموفوبيا"، بدعوة لتكاتف الأيدي في المواجهة العالمية لظاهرة الإسلاموفوبيا وضد كل ممارسات وصور التمييز والتعصب والكراهية والعنصرية أياً كانت أسبابها ودوافعها.
وأضاف رسول، في كلمة افتتح فيها المؤتمر: "عندما نصف التطرف أو العداء بالفوبيا أو الرهاب أو الخوف، فإننا نلقي بالعبء على الضحية، إننا نواجه عبئاً مزدوجاً إذ علينا أن ننجو من التمييز والعنصرية، ونثبت أنهم ليسوا مخيفين إلى هذا الحد".
وفي معرض حديثه عن الوضع المعاصر، قال رسول: "يحظى (الآخر المسلم) في عالم اليوم بمعاملة خاصة، فهناك شريحة تعادل 10% من السكان في كل دولة غربية تتكون من الآخر"، لافتاً إلى أنّ "ما يحدث ليس ظاهرة أحادية الثقافة في الغرب؛ فتقريباً ربع المسلمين من المجتمع الدولي على مستوى العالم يجدون أنفسهم في وضع الأقلية".
استخلص السفير رسول الدروس من نضال جنوب أفريقيا ضد الفصل العنصري وتحدث عن "الحاجة إلى التضامن في الكفاح ضد جميع أشكال التعصب، وهو التضامن الذي يتجاوز الدين والعرق والإثنية وتلمس قضية مشتركة".
ورداً على سؤال حول دور الدبلوماسية والرياضة في مواجهة الإسلاموفوبيا، أكد رسول أنّ الدبلوماسية الشعبية التي تجلّت في استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 كان لها دور جوهري في التصدي لمشاعر العداء للإسلام والحد منها.
وقال أستاذ التاريخ المشارك في جامعة جورجتاون في قطر، عبد الله العريان، في كلمته الاستهلالية، إنّ ظاهرة الإسلاموفوبيا تسفر عن ممارسات مزعجة في بعض الأحيان ومدمرة في أحيان أخرى، وهي ممارسات ذات طابع دولي بمعنى أنها أصبحت شائعة على الصعيد العالمي، وفي الوقت نفسه بدأت تترسخ في المعتقدات والممارسات المحلية الناشئة عن تجارب معينة نابعة من سياق تاريخي أو من الظروف الحياتية.
وأوضح العريان أن المؤتمر يسعى ضمن جملة أهدافه وغاياته إلى تفكيك الممارسات السابق ذكرها والتي تبدو مناقضة ظاهرياً لظاهرة الإسلاموفوبيا، ودراسة تأثيرات هذه الممارسات على السكان حول العالم، وتقييم السبل والتدابير التي يمكن اتخاذها لمواجهة الإسلاموفوبيا في مختلف المجالات.
ويبحث المشاركون في المؤتمر، على مدى يومين، ظاهرة الإسلاموفوبيا وتحديد أسبابها وجذورها والتعرف على أسباب انتشار خطابها على الصعيد السياسي والاجتماعي والتعليمي وغيرها من السياقات في وقت يتضاعف فيه قلق العالم من تزايد انتشارها، وتصاعد خطاب الكراهية والتحيز ضد المسلمين وما يسفر عنه من حوادث وجرائم.
وعقد المشاركون في المؤتمر اليوم ثلاث جلسات تناولت "الجذورالفكرية للإسلاموفوبيا" و"الإسلاموفوبيا والإمبراطورية" و"الإسلاموفوبيا والعنصرية".
وتستمر جلسات المؤتمر، غداً الأحد، ليناقش الباحثون والخبراء الآليات التي تعزز ممارسات الإسلاموفوبيا المعاصرة والصلات المشتركة بينها على مستوى العالم، فضلاً عن "الإسلاموفوبيا والإعلام"، وإلى جانب الجلسات النقاشية الرسمية، ستتناول ورش الجمهور والمنتدى الذي يديره طلاب جامعة جورجتاون في قطر سبل المواجهة التي تساعد في الحد من انتشار الإسلاموفوبيا على مستوى الجامعات.