تتواصل في مناطق من ريف الحسكة شمال شرقي سورية، حملة لتشجير المناطق العامة والأماكن التي يقصدها السكان، بهدف التوعية بأهمية البيئة والحدّ من التصحر وعوامل التعرية، إضافة إلى مبادرات تنظيف هذه المناطق.
والحملة أطلقتها جمعية "وارشين"، لحماية البيئة والرفق بالحيوان، في 14 أبريل/نيسان ومازالت متواصلة كما يوضح حكيم هولي أحد أعضاء الجمعية لـ"العربي الجديد" الذي قال إنّ الهدف الأساسي توعية الشباب للحفاظ على الأشجار والبيئة، بالإضافة إلى وجود برامج وإعلانات للسكان بخصوص حماية الأشجار وزراعتها.
ويضيف هولي، أنهم قاموا بحملات التشجير في المناطق التي تفتقر للأشجار وتتعرض لعوامل التصحر والتعرية، "زرعنا 100 شجرة في الدرباسية والريف الغربي بالقامشلي 300 شجرة، وأغلب الأشجار حرجية، بالإضافة للأشجار المثمرة".
ولاقت الحملة ترحيباً من سكان مدينة القامشلي، والمناطق المستفيدة.
ويقول ربيع عليان من مدينة القامشلي لـ"العربي الجديد": "اعتدت قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء والأهل بالقرب من سدّ "مسقفت"، وهو مكان للتنزه والترويح عن النفس، لكن الغطاء الشجري في محيطه شبه معدوم، وغرس الأشجار يضفي جمالية عليه، بالإضافة لإتاحة أماكن جيدة للجلوس عندها".
وتابع عليان: "نرجو أن تتوسع هذه المبادرات على نطاق أوسع، وتلقى دعماً أكبر من الجهات المسؤولة في المنطقة، كونها تعود بالنفع على الجميع".
وشهد سدّ "مسقفت" حملة تنظيف بمشاركة مجموعة من المتطوعين والنشطاء الذين دعوا الجميع إلى "المساهمة في الحفاظ على نظافة وجمال المدن والأرياف، والحفاظ على بيئة صحية نقية ومنظر حضاري".
وتعيش المنطقة على وقع تهديدات مناخية، منها زحف التصحر نحوها، لا سيما أنّها تعاني من الجفاف منذ عقود، ترافقت أيضاً مع عدم إبداء إدارات النظام السوري أي اهتمام بالموضوع، حتى في مرحلة ما قبل اندلاع الأزمة عام 2011.
وقالت علياء كريم، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تزيين الحدائق بالأشجار والورود وأماكن التنزه يبعث في النفس الطمأنينة ويعطي منظرا حضاريا لهذه الأماكن بعكس أن تكون جرداء يتطاير الغبار فيها في كل مكان".
يذكر أنّ المنطقة عرفت مبادرات للتشجير، منها "حملة الجدائل الخضراء" التي أطلقت في مايو/ أيار 2020، بهدف زرع نحو 500 شجرة متنوعة تتوزع بين مثمرة وحرجية. وشمل المشروع القسم السوري من هضبة الهلالية المحاذية للحدود بين سورية وتركيا، في إطار الجهود المبذولة لإعادة الغطاء الأخضر.