أصدرت محكمة إماراتية مؤخراً حكماً بالإعدام بحقّ فداء كيوان (43 عاماً) التي تسكن في مدينة حيفا، بعد إدانتها بتهمة حيازة كمية كبيرة من المخدرات والاتجار بها. وقالت مصادر محلية في الداخل ومقربون من العائلة إن فداء بريئة من التهمة المنسوبة إليها، في وقت أشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية مارست ضغوطاً على العائلة لعدم الحديث عن القضية إلى وسائل الاعلام. وعادة ما تتدخل الوزارة لحل قضايا مشابهة في حال صدر حكم بحق إسرائيليين.
وقالت المصادر المحلية إن فداء تعمل في مجال التصميم الغرافيكي، وتملك مكتباً في حيفا، وكانت تملك مقهىً في المدينة، وتلقت في مارس/ آذار من العام الماضي دعوة من فلسطيني يقيم في الإمارات العربية المتحدة للعمل في مدينة دبي. وبعد وصولها إلى الإمارات، أقامت في شقة تم استئجارها لها. وبعد أسبوع، داهمت شرطة دبي الشقة وعثرت على كمية من المخدرات.
وأشار موقع "عرب 48"، نقلاً عن العائلة، إلى أن كيوان بدأت إضراباً مفتوحاً، ولم يسمح للعائلة بزيارتها حتى الآن. كما نقل موقع "كل العرب" في حيفا عن شقيقها خالد كيوان أنه لا علاقة لفداء بالتهمة المنسوبة إليها، وقد اعترفت تحت الضغط والتعذيب خلال الاعتقال.
من جهتها، قالت "القناة الإسرائيلية 12" إنه سيسمح للعائلة بزيارة فداء قريباً، فيما اكتفت الخارجية الإسرائيلية بالاعتراف بأنها على علم بالقضية وتتبعها عبر البعثة الإسرائيلية لدى الإمارات. وأعلنت المحامية تامي أولمان التي تدافع عن كيوان أنها بصدد التقدم بطلب استئناف للقرار، إذ يسمح القانون الإماراتي بتقديم الاستئناف خلال ثلاثين يوماً من صدور الحكم.
وكانت فداء قد واجهت تحريضاً من الإعلام الإسرائيلي بعدما رفضت دخول الجنود الإسرائيليين بزيهم العسكري إلى مقهاها، وفقاً لما كتبه المحامي أحمد خليفة على صفحته في "فيسبوك". وسأل التنظيم النسوي الفلسطيني "كيان" في بيان نشره على موقع "تويتر": "هل تركت فداء سنة كاملة في سجن إماراتي لأنها فلسطينية؟". أضاف: "نتضامن اليوم مع عائلة كيوان ونعلن عن رفضنا المبدئي لأحكام الإعدام أينما صدرت لانتهاكها الحق الأساسي في الحياة. وفي الوقت نفسه، نطالب المؤسسات الإسرائيلية بالقيام بدورها وإعادة كيوان إلى البلاد على وجه السرعة. يتوجب على الهيئات الرسمية الإسرائيلية التحقق من مسار التحقيق والمسار القضائي من أجل تقصي الحقائق وضمان الشفافية ونشر المعلومات كاملة. وعلينا كمؤسسات مجتمع مدني أيضاً الضغط على جميع الهيئات الرسمية الإسرائيلية لتفعيل صلاحياتها وإعادة كيوان فوراً إلى هنا وضمان محاكمة عادلة لها".
وقالت القناة الإسرائيلية العامة 11 إن المحافل السياسية في إسرائيل تتعامل مع القضية كونها إنسانية وتدخل ضمن صلاحيات القنصلية. فيما أشارت المحامية أولمان للقناة إلى أن رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو تدخل شخصياً لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإطلاق سراح نعمة يسسخار التي كانت مسجونة في روسيا، وأعادها معه على طائرته، ما يعني أن الدولة قادرة على التدخل.