استمع إلى الملخص
- **جهود إغاثية تواجه صعوبات كبيرة:** تبذل محافظة طولكرم و"أونروا" والهلال الأحمر جهوداً لإيصال المواد الإغاثية، إلا أنها تواجه صعوبات بسبب الإجراءات الإسرائيلية المشددة، وتستهدف المساعدات النازحين والمقيمين في المخيم.
- **تفاقم المعاناة الإنسانية واستهداف البنية التحتية:** يعاني الأهالي من نقص حاد في المواد الأساسية وتدمير البنية التحتية خلال اقتحامات الاحتلال، مما يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً.
تفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي حصاراً خانقاً على مخيم طولكرم حرم أهلها الطعام والمياه وحليب الأطفال، ما يفاقم المعاناة، وذلك عدا عن الدمار والضحايا.
تعيش العائلات في مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية أوضاعاً مأساوية وسط حصار خانق تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالتزامن مع اجتياح المخيم المتواصل لليوم الثالث على التوالي، ما يفاقم من نقص حاد في المياه والطعام وحليب الأطفال، في ظل منع الاحتلال وصول المساعدات الإنسانية.
ويؤكد نائب محافظ طولكرم ورئيس اللجنة الشعبية لخدمات المخيم، فيصل سلامة، لـ "العربي الجديد"، أن "الاحتلال يرفض إدخال حليب الأطفال والطعام ومياه الشرب إلى المخيم بشكل كامل"، ما يزيد من معاناة أهالي المخيم الذين يعيشون ظروفاً إنسانية مأساوية، مع تكرار اقتحام المخيم، وكان آخرها الاقتحام المتواصل للمخيم لليوم الثالث على التوالي. ويشير إلى أن المياه مقطوعة عن مخيم طولكرم منذ أسابيع، بعدما عمدت جرافات الاحتلال إلى تدمير البنية التحتية وشبكة المياه خلال اقتحاماتها المتكررة.
ويوضح سلامة أنّ أهالي المخيم كانوا يعتمدون على المياه التي يتم إدخالها بشكل محدود من خارج مخيم طولكرم، ولكن حتى تلك الإمدادات الحيوية قد توقفت بشكل كامل. ويقول: "نناشد كل العالم أن يتدخل لتزويد المخيم بمياه الشرب وحليب الأطفال بشكل عاجل، فالوضع أصبح لا يُحتمل".
وفي ظل هذا الحصار الخانق، يشير سلامة إلى أن هناك جهودا حثيثة تُبذل من قبل محافظة طولكرم ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" والهلال الأحمر، لإيصال المواد الإغاثية وحليب الأطفال إلى أهالي المخيم. إلا أن هذه الجهود تواجه صعوبات كبيرة بسبب الإجراءات الإسرائيلية المشدّدة. ويوضح أن المساعدات تستهدف بشكل خاص أولئك الذين لا يزالون في مخيم طولكرم، والنازحين الذين اضطروا إلى مغادرته نتيجة العمليات العسكرية، وقد تم توزيعهم على مؤسسات ومساجد مدينة طولكرم.
من جهتها، تقول الناشطة وعضوة لجنة طوارئ المخيم نادية عرسان، لـ "العربي الجديد"، إن الأهالي يواجهون معاناة كبيرة، وقد اضطر العديد منهم إلى إخلاء منازلهم خشية المجاعة وانعدام مقومات الحياة، لكن الغالبية العظمى لا تزال صامدة في المخيم رغم الظروف القاسية". وتوضح أنّ مخيم طولكرم يعاني نقصاً حاداً في المواد الأساسية، وخصوصاً "المياه وحليب الأطفال والخبز والفوط"، مشيرة إلى أن الأهالي قدموا العديد من المناشدات للجهات الإنسانية، بما في ذلك الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني. إلا أن هذه الجهات لم تتمكّن من الوصول إلى الأحياء المحاصرة داخل المخيم بسبب منع قوات الاحتلال لهم من دخول المخيم.
وتؤكّد عرسان أن النقص الأكبر يتمثل في المياه، إذ إن قوات الاحتلال دمرت موارد المياه والبنية التحتية خلال اقتحاماتها السابقة في المخيم، وأدى هذا الاستهداف المتعمد إلى تفاقم معاناة الأهالي. وتشير إلى معاناة المرضى الكبيرة، وهناك مناشدات لإخراج حالة وفاة من مخيم طولكرم، في ظل حصار قوات الاحتلال.
ويعيش مخيم طولكرم ظروفاً قاسية، ويترافق الحصار مع استمرار عمليات القصف والتجريف التي دمرت أجزاء كبيرة من البنية التحتية، ما زاد من معاناة السكان الذين باتوا يواجهون أزمة إنسانية حادة تتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً.
وما يزيد معاناة الأهالي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت قد أجبرت أول من أمس الأربعاء، مئات الفلسطينيين على الخروج من منازلهم من مخيم طولكرم خلال الاقتحام المتواصل لليوم الثالث، بهدف تحويل منازلهم إلى نقاط وثكنات عسكرية، بينما يُستخدم عدد من الشبان الذين يتواجدون داخل تلك المنازل دروعا بشرية.
ومنذ الثامن والعشرين من الشهر الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة طولكرم ومخيميها نور شمس وطولكرم ثلاث مرات، وكان آخر اقتحام يوم الثلاثاء الماضي، ولا يزال مستمراً. وجرفت قوات الاحتلال الشوارع والبنية التحتية ودمرت منازل ومحال تجارية وفتشت وخربت منازل ومحتوياتها، وأجرت تحقيقات ميدانية، وسط اشتباكات مسلحة بين مقاومين وتلك القوات.
وخلال الاقتحامات التي تأتي ضمن عملية أطلق عليها الاحتلال اسم "المخيمات الصيفية"، وشملت مخيمات شمال الضفة الغربية، استشهد في الضفة الغربية 51 فلسطينياً بينهم 12 في طولكرم، فيما أصيب نحو 150 في الضفة. وقتلت الناشطة والمتضامنة الأميركية التركية عائشة نور ايجي، ما يرفع حصيلة الشهداء في محافظات الضفة الغربية إلى 704 شهداء ونحو 5700 جريح.