قضى 42 جزائرياً، الثلاثاء، جراء حرائق الغابات التي اندلعت في 18 ولاية جزائرية، وبحسب السلطات من بين الضحايا 25 عسكرياً كانوا يقومون بالمشاركة في التصدي للنيران وعمليات الإنقاذ.
وقال رئيس الحكومة الجزائرية، أيمن بن عبد الرحمن، في تصريح للتلفزيون الحكومي، أن حصيلة الضحايا جراء الحرائق المندلعة في حوالي 18 ولاية بلغت "استشهاد 17 مواطناً مدنياً في ولايتي تيزي وزو وسطيف، إضافة إلى استشهاد 25 عسكرياً وهم يقومون بواجبهم الوطني في إنقاذ وإسعاف المواطنين".
وأكد بن عبد الرحمن أن "التحريات الأولية أثبتت أن الأيادي الإجرامية ليست بعيدة عن هذه الحرائق بسبب أن أماكن انطلاق النيران كانت مختارة بصفة دقيقة"، مشيراً إلى أن الدولة تعمل مع الشركاء الأوروبيين من أجل استئجار الطائرات لإطفاء الحرائق، مشيداً بالحملة التضامنية للمواطنين.
ومن جهته، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون "ببالغ الحزن والأسى، بلغني نبأ استشهاد 25 فرداً من أفراد الجيش الوطني الشعبي، بعدما نجح الجيش في إنقاذ أكثر من مائة مواطن من النيران الملتهبة بجبال بجاية وتيزي وزو".
وكانت وزارة الدفاع الجزائرية أعلنت مساء اليوم عن وفاة 18 عسكرياً إثر الحرائق الإجرامية التي شبت، وخصوصاً بولايات تيزي وزو وبجاية، وبحسب البيان، "سجلت وزارة الدفاع بكل أسف، وفاة 18 عسكرياً، بالإضافة إلى إصابة 23 عسكرياً بحروق، بينهم ستة عسكريين بحروق متفاوتة الخطورة، بعدما تمكنت الوحدات العسكرية بتدخلها من إنقاذ 110 مواطنين، بين نساء ورجال وأطفال من ألسنة النيران".
وأكد البيان "تسخير كافة الوسائل المادية والبشرية منذ الساعات الأولى لاندلاع الحرائق، بتدخل أعوان الحماية المدنية ومفارز للجيش، خصوصاً في منطقة إيشلاظن، بين بلديتي عين الحمام والأربعاء نات-إيراثن بولاية تيزي وزو، وكذلك في ولاية بجاية بمنطقة تالة حمدون، شرقي الجزائر".
ومنذ يوم أمس، شب 73 حريقاً في البلاد. وأفاد بيان للمديرية العامة للحماية المدنية بأن الحرائق اندلعت في 13 ولاية، وكلّف الرئيس تبون الحكومة بتجنيد كل الوسائل المتاحة المادية والبشرية، للتصدي لهذه الحرائق التي تمسّ ولايات عدة، متعهداً بأن الدولة ستنطلق فوراً في إحصاء الخسائر وتعويض المتضررين.
واتهمت الحكومة ما وصفتها "بالأيادي الإجرامية" بالوقوف خلف الحرائق. وقال وزير الداخلية كمال بلجود، خلال زيارته منطقة الحرائق بولاية تيزي وزو، إن "أيادي اجرامية تسببت في نشوب الحرائق، وهذا ما يؤكده الخبراء في هذا الشأن". أضاف أن "هناك أشخاصاً لديهم حقد على الجزائر. من المستحيل اندلاع هذا الكم من الحرائق في وقت واحد. أمرنا مصالح الأمن بفتح تحقيقات لمعرفة ملابسات اندلاع هذه الحرائق".
وأكد بلجود أنّ "الدولة ستتكفل بجميع الخسائر المادية، من خلال وضع خلايا تتبع الأسر المتضررة"، متعهداً بتجنيد كل الإمكانيات المادية المتاحة منها إمكانيات الولايات المجاورة لإخماد الحرائق. وأوضح أنّ الأولوية حالياً هي لحماية المناطق السكنية وأرواح المواطنين، مشيراً الى أنه سيتم السبت المقبل إرسال حوالي 140 تقنياً ومهندس غابات لتقييم الخسائر في المناطق المتضررة.