جواز السفر... ورقة لابتزاز السوريين الحالمين بالمغادرة

26 نوفمبر 2021
رفع النظام رسوم جواز السفر نحو ستة أضعاف (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -

يبدو أنّ النظام وجد في حلم الكثير من السوريين بالسفر، فرصة جديدة لابتزازهم واستغلالهم، حيث عانى السوريون خلال الأشهر الأخيرة من عدم توفّر جوازات السفر، ما أجبر المضطرين منهم لدفع ملايين الليرات مقابل الحصول على جوازاتهم، قبل أن يرفع النظام الرسوم نحو ستة أضعاف عمّا كانت عليه. 

وقال مجد الحاج العلي (23 عاماً)، في حديث لـ"العربي الجديد"، "بفارق 15 يوماً فقط، خسرت نحو 3 ملايين ومائتي ألف ليرة سورية تقاضاها أحد السماسرة ليؤمن لي جواز سفر، لأنني حصلت على تأشيرة دخول إلى الإمارات العربية، وهي فرصة كنت أنتظرها منذ بلغت عامي الثامن العشر، ففي سورية ليس هناك أمل أو فرصة لبناء المستقبل، لذلك أي فرصة سفر تعتبر فرصة للخلاص". 

وأضاف: "كنت مضطرا أن أحصل على جواز سفر، فإن انتهى العام الجاري ولم أسافر، سأُطلب للخدمة العسكرية في القوات النظامية وبالتالي سأكون محاصراً داخل مدينتي، وأصبح مهددا في دقيقة". 

من جهته، قال عهد سرور (24 عاماً)، وهو خريج جامعي لـ"العربي الجديد"، "عندما راجعت إدارة الهجرة والجوازات في شهر أغسطس/آب، أعطوني موعدا بعد ثلاثة أشهر. ثلاثة أشهر لشخص حصل على فرصة سفر، مخاطرة كبيرة". وأضاف: "اضطررت أن أدفع ألف دولار أميركي لأحصل على جواز سفر بعد أسبوع، بعد ذلك سمعت أنّ هناك  أشخاصا دفعوا مثلي، أو أكثر أو أقل للغرض نفسه". 

وتابع: "التقيت خلال الفترة الماضية بأشخاص كثر يعملون في سمسرة تأمين جوازات السفر، وتختلف الأسعار بحسب المدينة ومدى الثقة بالشخص الذي يعمل على تأمين الجواز. فهناك من كان يتقاضى 500 دولار أميركي وآخرون يتقاضون ألفا أو ألفا وخمسمائة دولار، في حين المبلغ الرسمي للجواز المستعجل هو 30 ألف ليرة، أمّا اليوم بعد أن قالت السلطة إنها حلّت المشكلة تمّ رفع الروسم إلى 100 ألف ليرة". 

أما أبو محمد أطرش (62 عاماً)، وهو أب لثلاثة شباب وله أربعة أخوة، جميعهم سافروا من البلد خلال السنوات الأخيرة، قال لـ"العربي الجديد"، "لقد أصبح جواز السفر إحدى العقبات الكبيرة التي تواجه كلّ السوريين الذين غادروا البلد أو يستعدون لمغادرتها أو يحلمون بمغادرتها، فأبنائي بحاجة إلى تجديد جوازات السفر كلّ عامين لأنهم لم يخدموا في القوات النظامية، وكلّ مرة عليهم دفع مبلغ 800 دولار لفعل ذلك، وعلى كل منهم جمع مبالغ طائلة، لدفع بدل عن الخدمة". 

وتابع: "شقيقي في دولة ليس بها سفارة سورية، وجواز سفره انتهت صلاحيته ويحتاج إلى تجديده، وهو اليوم غير قادر على السفر لتجديد جوازه، وأنا لست في مناطق النظام لأساعده بهذه المهمة، لذلك ليس أمامه إلا أن يدفع مبلغاً كبيراً مقابل الحصول على جواز سفر جديد". 

وكانت سورية شهدت أول موجة هجرة عام 2012، مع بدء اندلاع أعمال العنف التي عمّت البلاد، تبعتها موجة أكبر عام 2015 مع تصعيد الحرب. حيث كان يمثّل اللاجئون السوريون منذ عام 2014 الأغلبية العظمى من لاجئي العالم، فتصدّرت سورية قائمة الدول المصدّرة للاجئين حول العالم، بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. في وقت وصل فيه عدد اللاجئين السوريين حول العالم إلى ستة ملايين و600 ألف لاجئ عام 2019، يتوقع اليوم، أن يرتفع العدد في ظلّ استمرار حركة النزوح. 

المساهمون