خاص | رئيس بلدية دير البلح: الأوضاع تفوق الكارثة وأمراض خطيرة تتفشى بين النازحين

18 يوليو 2024
مشهد من مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة، يوليو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **استهداف مستمر وتدمير واسع:** تتعرض دير البلح لاستهداف متواصل من جيش الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى تدمير ثلاثة آلاف وحدة سكنية واستشهاد آلاف السكان، مع تدهور الخدمات الأساسية.

- **أزمة صحية وإنسانية متفاقمة:** تفشي أمراض معدية وخطرة بسبب تدفق مئات آلاف النازحين، مع عدم قدرة البلدية على توفير المياه، مما ينذر بتفاقم الوضع الصحي.

- **معاناة من نقص الوقود والمواد الأساسية:** إغلاق معابر قطاع غزة ومنع إدخال الوقود أجبر السكان على إشعال النار بواسطة نفايات، مما يسبب انبعاث أدخنة ضارة وتدهور كبير في الخدمات الأساسية.

أفاد رئيس بلدية دير البلح في وسط قطاع غزة ذياب الجرو، في مقابلة مع "العربي الجديد"، بأنّ المدينة التي كانت من ضمن منطقة الخدمات الإنسانية الآمنة التي أعلن عنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، تتعرّض في الوقت نفسه لاستهداف متواصل في مناطق عديدة منها. وقد سُجّل تدمير ثلاثة آلاف وحدة سكنية بصورة كلية، واستشهاد آلاف من سكان المدينة، وسط تكثيف الاحتلال غاراته على المنطقة الوسطى من القطاع الفلسطيني المحاصر والمستهدف منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأوضح الجرو أنّ تدهور الأوضاع الإنسانية في مدينة دير البلح وفي كلّ مناطق وسط قطاع غزة فاق الكارثة، الأمر الذي تسبّب في مضاعفة معاناة الفلسطينيين بصورة كبيرة، خصوصاً مع توقّف الخدمات، مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي، نتيجة الاستهداف الإسرائيلي الذي طاول كلّ المؤسسات الخدماتية في القطاع.

وتحدّث رئيس بلدية دير البلح عن تفشّي أمراض معدية وخطرة، خصوصاً مع تدفّق مئات آلاف النازحين إليها. ويأتي ذلك بعدما هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية أكثر من مرّة إليها ومنها، خلال أكثر من تسعة أشهر من العدوان المستمر. وأوضح الجرو أنّ بلدية دير البلح غير قادرة على توفير احتياجات الناس من المياه، وذلك بسبب منع الاحتلال إدخال السولار (المازوت) إلى بلديات القطاع من أجل سحب المياه. وأضاف الجرو أنّ عدم توفّر المياه في مدينة دير البلح ساهم في انتشار الأمراض في صفوف النازحين، وفي مقدّمتها الأمراض المعدية، مثل التهاب الكبد والنزلات المعوية، الأمر الذي يُنذر بتفاقم الوضع الصحي بصورة مخيفة في حال عدم معالجة الأمر. وتابع أنّ دير البلح تستوعب في هذه الأيام نحو 700 ألف نازح موزّعين في 150 مركز إيواء، مع الإشارة إلى أنّه لم تتبقَّ أيّ قطعة أرض خالية إلا وحطّ النازحون فيها رحالهم، كذلك الأمر في المدارس وصالات المناسبات وما إلى ذلك.

في سياق متصل، قال رئيس بلدية دير البلح إنّ إغلاق إسرائيل معابر قطاع غزة ومنع إدخال غاز الطهي والوقود اضطر السكان والنازحين إلى إشعال النار بواسطة نفايات ومواد أخرى لإعداد الطعام، وهو ما يؤدّي، بحسب الجرو، إلى انبعاث أدخنة ضارة من النار، تلوّث ما يُطهى وتشكّل بالتالي خطراً على سلامة الأطفال وكبار السنّ والمصابين بأمراض مزمنة. وطالب رئيس بلدية دير البلح المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والأممية بالضغط على إسرائيل لوقف حربها المدمّرة على قطاع غزة وفتح المعابر وإدخال ما يلزم البلديات من معدّات وآليات ثقيلة ومركبات من أجل تسيير عملها، وذلك للتخفيف من الأزمات الإنسانية التي أنتجتها الحرب. وطالب الجرو تلك الجهات بضرورة الاستجابة العاجلة لتزويد بلدية دير البلح بالوقود اللازم لتشغيل محطات المياه فيها لمصلحة الإنسان والبيئة.

يُذكر أنّ تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى تدمير وتضرّر نحو 70% من محطات المياه والصرف الصحي في قطاع غزة من جرّاء استهدافها من قبل قوات الاحتلال بقصف عنيف. وتفيد الأمم المتحدة بأنّ الأضرار شملت كلّ مرافق معالجة مياه الصرف الصحي الخمسة، بالإضافة إلى محطات تحلية المياه، ومحطات ضخّ مياه الصرف الصحي، والآبار والخزانات. وقد خلص تقييم للأمم المتحدة شمل مخيّمَين في دير البلح، أوائل يونيو/ حزيران الماضي، إلى أنّ متوسط استهلاك الشخص اليومي من المياه، بما في ذلك مياه الشرب والغسيل والطهي، أقلّ من لترَين، أي أقلّ بكثير من الكمية الموصى بها وهي 15 لتراً يومياً.

المساهمون