نظمت جمعية الثقافة العربية الفلسطينية، جولة لطلاب منحة روضة بشارة عطا الله في مدينة عرابة وسهل البطوف، لإحياء الذكرى السابعة والأربعين لـ"يوم الأرض"، الذي يوافق 30 مارس/آذار من كل عام.
وتهدف الجولة إلى التعريف بماضي المنطقة العريق، وتاريخ النضال الفلسطيني، والتصدي لسياسات مصادرة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي في المنطقة، وشكل سياسات التضييق الحالية التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق المواطنين والمزارعين في محيط البطوف.
وانفجر "يوم الأرض"، بعد قرارات من حكومة الاحتلال الإسرائيلية بمصادرة أكثر من 20 ألف دونم في منطقة سهل البطوف، لتعلن لجنة الدفاع عن الأرض في ذلك الوقت، إضراباً عاماً في 30 مارس/آذار 1976، على الرغم من محاولات حكومة الاحتلال الضغط على رؤساء البلديات والمجالس المحلية بعد الإضراب.
وتأتي جولة "هذه بلادي يوم الأرض"، وفقاً لبيان لجمعية الثقافة العربية، ضمن جولاتٍ تنظمها الجمعيّة، "لتشبيك الشباب مع القضايا الآنيّة، وتوسيع المعرفة حول تاريخ القرى والمدن الفلسطينيّة، وسبل التصدي للبطش المُمارس من قبل السلطات، إثر التضييق على الحيز العام وامتداد السكان الطبيعيّ"، مشيرة إلى أن ذلك يتم من خلال الالتحام والاستماع لقصص الأهالي بصورة مُباشرة.
وتمحورت الجولة التي انطلقت، يوم الجمعة الماضي، في المدينة والسهل حول علاقة الماضي بالحاضر، والرؤية حول مُستقبل المنطقة في ظل الواقع الحالي.
بدأت الجولة من أراضي الملّ التي شهدت أحداثًا تاريخيةً خلال العقود الأخيرة، حيث تحدث المناضل توفيق كناعنة حول تاريخ المنطقة منذ بدء سيطرة العثمانيين على الأراضي حتى الوقت الحاليّ، مروراً بتجارب قمعيةٍ عايشها سُكان المنطقة كثورة عام 1936، وأحداث "يوم الأرض" التي ابتدأت من ذات المنطقة.
وقدم كناعنة مدخلاً لطلبة منحة روضة بشارة عطا الله يساهم في فهم الواقع السياسي الذي عايشته الجماهير في "يوم الأرض" وما بعده، من خلال الإسهاب حول كيفيّة استغلال القوانين العسكريّة والمدنيّة لتطويع المواطنين والتضييق عليهم في مكان سكناهم.
وزار الطلاب خلال الجولة نصب الشهداء التذكاري المتواجد في الشارع الرئيسي للمدينة، والذي سُجل عليه كافة أسماء الشهداء الذين سقطوا ظُلماً على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيليّة وقبلها البريطانيّة في المنطقة. ووقف الحاضرون دقيقة صمت على أرواح الشهداء، كما وُضعت أكاليل الزهور على النصب باسم طُلاب المنحة تخليداً لتضحياتهم.
وفيما يتعلق بسياسات التضييق على الزراعة التي يمارسها الاحتلال، تناول أحمد جربوني أبو صالح، جزءاً من مسيرته البحثيّة عن البطوف، كونه كان أحد المزارعين لسنواتٍ طوال. ومنحت المداخلة معلوماتٍ حول سياسات التضييق على الزراعة في سهل البطوف، حيث يتم منع المزارعين من استخدام زراعة الري التي تزيد من دخل المواطن وتكفي احتياجاته نسبةً للزراعة الورقيّة.
وانتهت الجولة بأمسية ثقافية استضافت مجلس الشبيبة البلدي، بالإضافة إلى عشرات المتطوعين والمتطوعات من طلبة منحة روضة بشارة عطا الله في مركز محمود درويش الشبابي.