تمكّن شباب جزائريون، بعد أن أطلقوا حملة على موقع التواصل الاجتماعي لتقديم المساعدات الطبية إلى المحتاجين، من تأسيس مبادرة "وين نلقى" للوصول إلى المحتاجين في جميع المدن الجزائرية.
قصة هؤلاء الشباب بدأت بإطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي مع بداية انتشار جائحة كورونا، تهدف إلى توعية المواطنين بخطر الفيروس وشرح سبل الوقاية منه.
ويقول أكرم حشاش المكلّف بالإعلام لدى جمعية "وين نلقى": "تجسّد المبادرة معاني الإنسانية والتكافل، خاصة خلال الأزمات والظروف الطارئة. وهي بدأت مبادرةً افتراضيةً، وانتهت إلى واقع جميل يبذل العطاء في سبيل الآخرين".
كبرت مساعدات الشباب مع توسّع رقعة انتشار الفيروس في مختلف مناطق الجزائر، وزيادة تأثيره وارتفاع عدد الوفيات بسببه، إذ سرعان ما تحوّل نشاط المبادرة من منصة افتراضية تقدّم النصح والإرشاد الصحي إلى جمعية وطنية لها فروع في جلّ أنحاء البلاد.
وقدّم شباب الجمعية، وهم من مختلف المستويات التعليمية، إذ يوجد بينهم أطباء وصيادلة وطلبة وغيرهم، خدمات عديدة في المجال الصحي تهدف إلى الحد من انتشار الجائحة، وكل ما يتعلّق بالمساعدات الطبية، على غرار تقديم الإرشادات والمعاينة، كما الأدوية.
وتؤدي جمعية "وين نلقى" اليوم دوراً مهماً داعماً للجهود الحكومية، في ظلّ الارتفاع المتزايد للإصابات والوفيات جراء المتحورة دلتا.
وتقدم الجمعية نموذجاً ناجحاً على عمل المجتمع المدني وما يمكن أن يقدّمه، خاصة خلال فترات الأزمات الطارئة. ومن بين أهم نشاطاتها توفير إمكانية المعاينة والأدوية، خاصة تلك غير المتوفرة، وهي في هذا الخصوص تعدّ وسيطاً بين المتبرّع والمستفيد.
ويرفع شباب الجمعية شعار "كورونا لا يهزمنا"، في إشارة إلى إصرارهم على المواصلة بالرغم من المخاطر والتحديات.