جلسة صلح أنهت أزمة الحفل الموسيقي قبالة المسجد في الجزائر

18 ابريل 2022
إقامة الحفل أمام المسجد خلفت أزمة في الجزائر (فيسبوك)
+ الخط -

أنهت جلسة صلح نظمتها السلطات الجزائرية، ليلة أمس الأحد، أزمة كادت أن تتفجر على خلفية تنظيم البلدية لحفل فني قبالة مسجد في وسط مدينة مشدالة، وشهدت تلاسنا بين إمام المسجد ومنظمي الحفل.

وخلال جلسة الصلح التي أقيمت داخل المسجد، بحضور مسؤولين حكوميين، قدم الإمام اعتذاره للسكان عما تلفظ به بحقهم، واعتبر أنها كانت "زلة لسان"، وأكد أعيان المنطقة أن الواقعة شهدت محاولات لتحريف الحقائق، ومحاولات لتهييج الشارع، مؤكدين أن المدينة تحافظ على تقاليدها الدينية، ولم تشهد حدوث أي تجاوزات في السابق.

وتعود الوقائع إلى تنظيم البلدية ومديرية الشباب والرياضة في مشدالة بولاية البويرة حفلا فنيا بمناسبة شهر رمضان، في ساحة البلدية الملاصقة للمسجد ومستشفى المدينة، وأحيته فنانة معروفة في منطقة القبائل، وغالبية سكانها من الأمازيغ.

وبدأ الحفل الموسيقي بعد انتهاء صلاة التراويح مباشرة، لكن إمام المسجد أعلن رفضه تنظيم الحفل، واستخدم مكبر الصوت الخاص بالمسجد في التهجم على منظميه، وعلى الحاضرين، معتبرا أن إقامة الحفل في الساحة المقابلة للمسجد يعد مساسا بحرمة المسجد، وبحرمة شهر رمضان، خصوصا أن هناك مصلين يعتكفون في المسجد طيلة رمضان لقراءة القرآن.

وأثار تهجم الإمام حفيظة منظمي الحفل الذين هاجموه بالمقابل، بسبب ما تلفظ به ضدهم، قبل أن تتحول الواقعة إلى قضية رأي عام، ليتهم بعضهم منظمي الحفل وسكان المنطقة بالمساس بحرمة شهر رمضان متضامنين مع إمام المسجد، في حين حذّر آخرون من خطابات التحريض ضد الأنشطة الفنية.


واعتبر كثيرون أن الواقعة، التي جرت ليلة السبت الماضي، كانت سوء تقدير من قبل السلطات التي برمجت الحفل الفني قبالة المسجد في شهر رمضان.

وقال الإمام السابق لمسجد في مشدالة، زبير عوادي، إن "المنطقة محافظة، وتاريخها عريق، وعلماؤها أسماؤهم معروفة، ومنظمو الحفل لم يكن قصدهم انتهاك حرمة شهر رمضان، ولا حرمة المسجد، بدليل أن الحفل أقيم بعد نهاية الصلاة، لكن اللائمة تقع على السلطات التي سمحت بتنظيم الحفل قبالة المسجد، وبالقرب من المؤسسة الاستشفائية، بما في ذلك من ضرر للمرضى".

بدوره، طالب رئيس "حركة مجتمع السلم"، عبد الرزاق مقري، بمحاسبة المسؤولين عن ترخيص تنظيم الحفل الفني قبالة المسجد في شهر رمضان، بدلا من ممارسة الضغوط على الإمام لتقديم اعتذار.

ولا يعرف ما إذا كان الحفل الثاني، المبرمج في المكان نفسه غدا الثلاثاء، سيتم تنظيمه في الساحة، أم سيتم نقله إلى مكان آخر تفاديا لتفجر الأزمة مجددا.

المساهمون