دفن فلسطينيون، اليوم الثلاثاء، عشرات الجثث في مقبرة جماعية جنوبي مدينة رفح، في أقصى جنوب قطاع غزة، وقد أتى ذلك بعدما أفاد مسؤولون في غزة بأنّ إسرائيل أعادت جثث فلسطينيين كانت قد نبشت قبورها في وقت سابق.
ورصد مصوّر وكالة فرانس برس في جنوب قطاع غزة مواطنين ينقلون جثثاً في أكياس بلاستيكية زرقاء قبل مواراتها في مقبرة جماعية حُفرت حديثاً.
وسبق ذلك قيام موظفي وزارة الصحة في غزة، الذين كانوا يرتدون بزّات واقية بيضاء اللون، بإنزال جثث الشهداء أرضاً بالقرب من خيام نازحين في رفح.
وهذه ليست المرّة الأولى التي يعيد فيها الاحتلال الإسرائيلي جثث شهداء فلسطينيين بعد احتجازها، في خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأفاد مصدر في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة بأنّ الاحتلال الإسرائيلي "أعاد اليوم عشرات من جثامين الشهداء بعدما كان قد سرقها من مقبرة بني سهيلة شرقي خانيونس (جنوب)". وأوضح المصدر نفسه أنّ قوات الاحتلال كانت قد نبشت تلك المقبرة قبل أسبوعَين، أضافت أنّ مقابر جماعية جُهّزت لدفن تلك الجثث في تلّ السلطان غربي رفح.
في الإطار نفسه، كان شهود عيان قد أكدوا وصول شاحنة تحمل جثث نحو 100 شهيد إلى معبر كرم أبو سالم، فيما الإجراءات جارية لدفنها مباشرة في مقبرة جماعية.
من جهته، اتّهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الاحتلال بـ"سرقة أعضاء الشهداء".
ولم يردّ جيش الاحتلال الإسرائيلي على طلب وكالة فرانس برس التعليق على ما حدث، علماً أنّه كان قد أدلى في وقت سابق بتصريحات عن إخراج جثث فلسطينيين من مقابر غزة في خلال البحث عن رهائن إسرائيليين.
تجدر الإشارة إلى أنّ إعلاميي وكالة فرانس برس كانوا شهدوا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 وديسمبر/ كانون الأول منه إعادة دفن جثث فلسطينيين قال مسؤولون محليون إنّ القوات الإسرائيلية سبق أن وضعت يدها عليها.
وفي سياق متصل، كان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد صرّح، في أواخر ديسمبر الماضي، بأنّ الاحتلال الإسرائيلي اعتاد احتجاز جثث الشهداء، إذ "كرّر هذه الجريمة أكثر من مرّة في خلال حرب الإبادة الجماعية"، فيما ينبش القبور ويسرق ما فيها. ودعا إلى "تشكيل لجنة دولية مستقلة تماماً للتحقيق في اختطاف جيش الاحتلال جثامين الشهداء وسرقة أعضائهم الحيوية".
(فرانس برس، العربي الجديد)