في وقت يستمر العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والذي أسفر عن استشهاد الآلاف واستهدف مستشفيات تستقبل أعداداً كبيرة من الجرحى، لبى جامعيون في لبنان نداء حملة للتبرع بالدم بين أهدافها أيضاً التحسب لاحتمال امتداد المعارك إلى لبنان.
تقول الطالبة الفلسطينية دانيا حمد التي تتحدر من عكا وتقيم في مدينة صيدا لـ"العربي الجديد":" أقل ما نستطيع فعله هو التبرع بالدم، فهذا واجب، ونحن نأمل في أن يدخل هذا الدم إلى غزة التي سدت كل السبل في وجه أبنائها، وقطعت عنهم وسائل الاتصالات والإنترنت، وباتوا محرومين من الطعام والكهرباء والمياه، لذا يجب أن نفعل أي شيء لمحاولة فك الحصار عنهم ومساعدتهم".
ويتحدث مروان ناصر، مسؤول متطوعي منطقة الجنوب في جمعية "عطاء بلا مقابل"، التي تعمل كصلة وصل بين الأشخاص الذين يحتاجون إلى دم والمتبرعين لـ"العربي الجديد" قائلاً: "نعمل بطريقتين، إحداهما تنفيذ حملات إعطاء دم متنقلة بالتعاون مع مستشفى محدد نسلمه الدم الذي نجمعه من المتبرعين تمهيداً لزيادة مخزونه من الدم، وتتولى إدارة المستشفى التصرف بالدم بحسب الاحتياجات المتنوعة التي تتعامل معها. أما الطريقة الثانية فتشمل توجيه من يتصلون للتبرع بالدم. وحالياً تجمع الحملة الدم لحساب مستشفى حمود (مدينة صيدا جنوب لبنان) لمحاولة التعامل مع الأوضاع السيئة السائدة، واتخاذ إجراءات استباقية في حال حصلت حرب على لبنان".
يتابع: "يعمل متطوعون في الجمعية مع مساعدين في المستشفى في حملة سحب الدم. والمخزون الذي يُجمع من المتبرعين يرسل حالياً إلى مستشفى حمود الذي تقرر إدارته كيفية التصرف بالدم، وأنا لا أعلم مدى إمكان إرسال الدم إلى غزة، لكننا ننفذ في كل الأحوال حملة استباقية تحسباً لأي طارئ، أو حتى لاحتمال إيجاد طريق لإرسال الدم إلى غزة".
وتخبر الطالبة فاطمة محمد غزالة، وهي من منطقة عدلون بجنوب لبنان "العربي الجديد": "تبرعت اليوم بالدم لاستباق أي تطور أمني قد يحصل، وأيضاً لحساب مرضى السرطان. وأتمنى تنفيذ حملة لأهل غزة كي نساعدهم حتى بأقل ما نستطيع. والمهم أن ندعم الأشخاص الذين يحتاجون إلى دم في الوقت المناسب، فالمستشفيات في غزة تقصف، وقضى عدد من الأطباء والممرضين أو أصيبوا، وأنا أتمنى أن يساعد العالم كله أهل غزة الذين يستهدفهم العدو الصهيوني بحرب إبادة جماعية بكل ما للكلمة من معنى".
أيضاً تقول الطالبة نغم المتحدرة من صفد شمالي فلسطين وتقيم في منطقة سيروب، شرق مدينة صيدا لـ"العربي الجديد": "أشجع حملة التبرع بالدم باعتباره إجراءً استباقياً لاحتمال شن عدوان على لبنان، وأنا أتمنى أن يحصل تبرع بالدم لحساب أهل غزة كي نساندهم بأقل شيء ممكن".
أما الطالب محمود محمد عزام الذي يقيم في مخيم عين الحلوة فيقول لـ"العربي الجديد": "التبرع بالدم مهم جداً، كما من المهم أن يستهدف أهلنا في غزة الذين يعانون من القصف الهمجي الصهيوني الذي يطاول كل شيء، فالمستشفيات في غزة أنهكت، ويجب أن نقف إلى جانب أهلها ونساعدهم بما نستطيع حتى ولو كان بالدعاء. ونحن نبحث عن ضوء يقودنا إلى طريقة لمساعدتهم، وهو ما نلتمسه حالياً من خلال مواكبة عملية التبرع بالدم، لأننا نعرف العجز في المستشفيات، وأهمية تلبية الحاجة إلى دم من كل الفئات. ومن الضروري أن يشارك الشبان في حملات التبرع بالدم، ويعملون للضغط على الحكومات العربية من أجل فتح المعابر ومدّ أهل غزة بما يحتاجونه من مساعدات إنسانية ملحة".
يضيف: "نعرف أن العدو يستهدف كل شيء من مياه وكهرباء ووسائل اتصال وأيضاً مخابز، وأنه يجب أن ننفذ حملات تبرع عدة مادية وعينية، ونعمل في شكل حثيث لمحاولة إيصالها إلى أهلنا في غزة". ويختم: "ندعو كل الأخوة العرب إلى الضغط على العدو الصهيوني لفتح معبر رفح كي تصل المساعدات لأهل غزة المنكوبين، والعمل على نقل الجرحى إلى مستشفيات خارج غزة لتلقي العلاج".
وفي السياق نفسه، كانت جامعة الإسكندرية شمال مصر قد نفذت حملة للتبرع بالدم تضامناً مع الشعب الفلسطيني، بالتعاون مع بعض مؤسسات المجتمع المدني، كما نظم أعضاء في التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، بالتعاون مع وزارة الصحة، حملة في 13 محافظة على مستوى الجمهورية بشعار "قطرة دم تساوي حياة" نُفذت بسيارات متنقلة تجوب المحافظات للتبرع بالدم، ودعم الفلسطينيين الذين يواجهون أعمال العنف الإسرائيلي على قطاع غزة.