جامعة ماري تخفف عن مرضى الأسنان في إدلب

12 فبراير 2022
العيادات فرصة لتدريب الطلاب (العربي الجديد)
+ الخط -

تستقبل جامعة ماري الخاصة في منطقة إدلب شمالي غرب سورية مرضى الأسنان بهدف التخفيف من معاناتهم في ظل ارتفاع تكاليف العلاج في العيادات الخاصة. ويقول المريض علاء الحسن، المقيم في بلدة كللي شمالي إدلب، إنه تم افتتاح العيادات مؤخراً في ظل ارتفاع كلفة العلاج في العيادات الخاصة، والتي تصل إلى نحو 150 ليرة تركية (نحو 11 دولاراً). ولم يتردّد في التوجه إليها بسبب معاناته من آلام حادة.
من جهته، توجه أبو مهند، الذي نزح من جنوب حلب، إلى العيادات للحصول على علاج مجاني، خصوصاً أن كلفة علاج أسنانه مرتفعة، لافتاً إلى أنه يتجنب الذهاب إلى العيادات الخاصة بسبب ارتفاع تكاليف العلاج فيها.
وتستقبل العيادات ما بين 70 و90 مريضا. وتضم الجامعة أربع عيادات، وفي كل عيادة 15 كرسياً، ويمكن لطالبين العمل على كرسي واحد، وتتوفر العديد من الأجهزة المتطورة، وتقدم الجامعة كافة المواد المطلوبة للعلاج مجاناً، وتساهم في التخفيف من معاناة النازحين والمهجرين، بحسب مدير الشؤون الإدارية في الجامعة قدور قاسم.
وبدأ مالك العبدالله، وهو طالب سنة خامسة طب أسنان في جامعة ماري الخاصة، يطبق ما تعلّمه خلال السنوات الخمس من خلال علاج عدد من المرضى، للمساهمة في تخفيف معاناة الناس في شمال غرب سورية، وخصوصاً القاطنين في المخيمات.
الأمر نفسه يؤكده طالب السنة الخامسة في كلية الأسنان قصي قاسم الذي يشرف على علاج المريض علاء. يضيف: "هدفنا من تقديم الخدمة تعليمي وخدماتي في آن، بعدما أصبحت تكاليف العلاج تشكّل عبئاً لدى الكثير من الناس في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المنطقة. ونحن كطلاب لدينا هدف تعليمي للتدرب على تطبيق المعلومات والمهارات والإجراءات التي اكتسبناها خلال السنوات الثلاث الأولى، موصولة بالسنتين الرابعة والخامسة تحت إشراف الأطباء المتخصصين من الكادر التعليمي".

الصورة
العيادات فرصة لتدريب الطلاب (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

يتابع قاسم: "تتكفل الجامعة بمواد العلاج، ويتلقى المريض خدمات مجانية بالكامل. لكن في بعض الحالات، يتحمل المريض جزءاً من الكلفة إذ إن تركيب الجسور والتلبيسات وأطقم الأسنان تكون على نفقة الطالب، وذلك في جميع الجامعات والبلدان. في هذا الإطار، يتم الاتفاق بين الطالب والمريض على اقتسام هذه الكلفة. من جهة أخرى، يتحمل بعض الطلاب كامل النفقة ليحصل مرضاهم على علاج مجاني بالكامل. كما أن العلاج في الجامعة يغني المريض عن مراجعة العيادات الخاصة إلى حد كبير، باستثناء بعض الحالات القليلة جداً، بسبب توفر كل شيء من أجهزة وأطباء وخبرات".

وعلى الرغم من وجود تلك العيادات، إلا أنها عاجزة عن سدّ احتياجات كافة المرضى وسط مطالبة الأهالي الجهات المعنية بالعمل على زيادتها وتحسين قطاع طب الأسنان. وبات علاج الأسنان في محافظة إدلب من الأمراض التي تثقل كاهل الأهالي نتيجة لارتفاع كلفة المواد المستخدمة، الأمر الذي جعلهم يتحملون أوجاعهم وآلامهم في ظل قلة أعداد العيادات.  

الصورة
العيادات فرصة لتدريب الطلاب (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

وعام 2016، أنشأت جامعة ماري في مدينة سراقب شرقي إدلب، ثم انتقلت إلى مدينة إدلب ومؤخراً إلى مدينة معرة مصرين شمالي إدلب. وتعمل الجامعة على تجهيز مبنى جديد لتدريب الطلاب في مدينة حزانو شمالي إدلب. وتملك الجامعة في القسم السريري أربع عيادات سريرية (عيادة التخدير والجراحة والقلع، وعيادة الأطفال والمعالجة الترميمية، وعيادة التشخيص والتهاب النسج الداعمة، وعيادة التيجان والجسور)، مزودة بـ 60 كرسي أسنان من أجل تدريب الطلاب. وتم تخريج 8 طلاب، ويوجد في السنة الخامسة 54 طالباً. كما تملك الجامعة جهاز السينسور الذي يساعد في المعالجة اللبِيَة والكميرات المحمولة. كما يبلغ عدد طلاب كلية الأسنان 315 طالبا.

الصورة
العيادات فرصة لتدريب الطلاب (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

وتحدثت الأمم المتحدة بشكل مباشر عن نقص تمويل القطاع الطبي خلال عام 2021، بنحو 46 في المائة من إجمالي التمويل المطلوب بموجب خطة الاستجابة الإنسانية لسورية، ودفع نقص التمويل منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي إلى توجيه نداء طارئ لتوفير 257,6 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الصحية في سورية والحفاظ على الرعاية الصحية الأساسية، بما يشمل الاستجابة لكوفيد-19 وتقديم خدمات منقذة للحياة وبناء نظام صحي مرن في عموم البلاد. وتتوقع المنظمة حاجة 12,2 مليون شخص للمساعدة الصحية، بينهم أربعة ملايين نازح.

المساهمون