طالب أساتذة تونسيون خلال وقفة احتجاجية، الثلاثاء، أمام مقر وزارة التربية، بتجريم الاعتداءات على الإطار التربوي، مهددين بالدخول في إضراب مفتوح على خلفية الاعتداء الجسدي العنيف الذي وقع أمس الإثنين، على أستاذ بأحد معاهد ضواحي العاصمة، من قبل تلميذ استعمل آلة حادة.
ورفع المحتجون شعارات عبروا من خلالها عن حالة الغضب الشديد، واستنكار تكرر الاعتداءات على الإطار التربوي والأساتذة.
وقالت المدرسة سمية العابد لـ"العربي الجديد"، على هامش الاحتجاج: "ليست تلك المرة الأولى التي يتعرض فيها أستاذ للعنف، بل تحول الأمر إلى ظاهرة، وتكررت الاعتداءات البدنية واللفظية. نتعرض لشتى أنواع العنف من التلاميذ والأولياء والإعلام، وبعضنا لم تعد لديه القدرة على العمل بسبب التعرض للانتقاد والاعتداءات، فضلا عن التشهير بالمعلمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
ويقول المدرس فتحي المنصوري لـ"العربي الجديد": "كأساتذة لم تعد لنا هيبة داخل المؤسسات التربوية، والمشهد العام ساهم بشكل كبير في هذا الوضع المأساوي، إذ نتعرض لحملات إساءة يساهم الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي في تعميقها، ونطالب بتجريم الاعتداء على الإطار التربوي، وسندخل في إضراب مفتوح إذا لم يتم تحقيق مطالبنا".
وطالب الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي "نقابة"، لسعد اليعقوبي، الحكومة ووزارة التربية بـ"إدراج المدارس ضمن الأولويات، وتسريع إجراء الإصلاحات الضرورية، وحماية المؤسسات التربوية ومحيطها من الدخلاء والمنحرفين"، ووجه عبر "العربي الجديد" نداء "لكل الفاعلين في المجتمع من أجل القيام بدورهم في المساعدة على فرض سياسات عملية لإصلاح المؤسسة التربوية".
ونفذ الأساتذة إضرابا احتجاجيا في كافة المؤسسات التربوية، اليوم الثلاثاء، بدعوة من الجامعة العامة للتعليم الثانوي، والتي حملت في بيان، وزارة التربية مسؤولية ما يحدث، وتداعياته، كما دانت التراخي المتعمد في التصدي لهذه الاعتداءات، والسلبية في التعاطي معها، داعية إلى التدخل العاجل عبر اتخاذ التدابير اللازمة من أجل إيقاف الاعتداء على الكادر التعليمي.
كما شدد البيان على أنه سيتم اتخاذ ما يجب من قرارات تصعيدية في حال عدم الاستجابة لمطالب الأساتذة، معبرة عن استعدادها للقيام بكافة الإجراءات النضالية دفاعا عن كرامة المدرسين، وحرمتهم الجسدية، وعن مكانة المؤسسة التربوية ورمزيتها.
بدورها، ندّدت وزارة التربية التونسية بالاعتداء "الخطير" على المدرس من قبل التلميذ، وعبرت عن تضامنها مع الأستاذ ضحيّة الاعتداء، وكلّ منتسبي الأسرة التربوية، مؤكدةً أنها تعمل بكلّ الوسائل القانونية على ضمان حقوقه المعنويّة والمادّية.