يُبدي تونسيون مخاوف من إمكانية انتقال بقّ الفراش من فرنسا إلى بلدهم، عبر السلع والأفراد القادمين من البؤر التي سجّلت انتشاراً كبيراً لهذه الحشرة، وسط دعوات لتكثيف المراقبة على حاويات الأثاث المستعمل التي يمكن أن تكون سبباً في نقل البقّ.
وتزداد المخاوف من تفشي بقّ الفراش الفرنسي في تونس، بسبب كثافة الحركة التجارية بين البلدين عبر الموانئ البحرية والجوية، وتتميّز حشرة البقّ بقدرتها على العيش بشكل منفرد أو حتى ضمن مجموعات ما يمكن أن يسهل انتقالها عبر وسائل مختلفة.
ويطالب تونسيون على وسائل التواصل الاجتماعي، برفع درجات اليقظة في المعابر الحدودية، وتكثيف المراقبة على الحاويات التي يمكن أن تنقل سلعا أو أجهزة حاملة للحشرات.
ويقول مدير إدارة حفظ الصحة والمحيط بوزارة الصحة، سمير الورغمي، "إنّ السلطات الصحية بصدد تشكيل خلية يقظة قارة بالتعاون مع عدد من الوزارات ذات الصلة من أجل الحد من مخاطر انتقال البقّ إلى تونس".
وأكد الورغمي في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ بلاده "لم تُسجّل إلى حد الآن انتقال حشرة البق عبر أي بوابة حدودية، غير أن اليقظة تظل مطلوبة"، مؤكدا أن "التغيرات المناخية من أبرز أسباب انتشار الحشرات التي تنتشر في الأرضية الخصبة وتتكاثر في غياب الأمطار".
وأفاد المسؤول بوزارة الصحة، أنّ" خلية اليقظة التي تضمّ متدخلين من مختلف الوزارات بصدد تجهيز خطة لتكثيف المراقبة الصحية على مستوى بوابات العبور البرية والبحرية والجوية"، مشيرا إلى أن "خلايا المراقبة الصحية في الموانئ والمطارات أثبتت نجاعة كبيرة في الحد من انتشار فيروس كورونا إبان الجائحة الصحية".
وتابع: "ستعمل خلايا المراقبة الصحية بالمعابر الحدودية وفق اللوائح الصحية الدولية المتعلقة بمكافحة الحشرات، بما في ذلك بق الفراش ".
ورجّح مدير إدارة حفظ الصحة والمحيط، أن" تلجأ تونس إلى تعليق مؤقت لواردات بعض المواد المستعملة التي يمكن أن تكون مصدرا لنقل البق على غرار الأثاث والأدوات المنزلية".
وتحدث الورغمي عن وجود نحو 1000 شركة مصادق عليها من قبل وزارة الصحة تنشط في مجال حفظ الصحة والمحيط، مشيرا إلى أن هذه الشركات تعمل بشكل تعاقدي في إطار مكافحة الحشرات والنواقل مع مؤسسات حكومية على غرار المبيتات ودور رعاية المسنين وغيرها من المراكز التي يمكن أن تشهد انتشارا للزواحف أو الحشرات الناقلة للأمراض".
ويرى المتحدث أن "الإجراءات المنزلية البسيطة على غرار تهوية الفضاءات يمكن أن تكون مجدية جدا في مكافحة كل أنواع الحشرات"، لافتا إلى أنّ" لدغات بق الفراش لا تُشكّل خطراً صحياً، غير أنها مقلقة بسبب التهيجات الجلدية التي تحدثها".
وبحسب الدراسات العلمية وبالنسبة لمعظم الناس، لا تعتبر لدغات بق الفراش خطيرة، لأنها لا تنشر البكتيريا الحاملة للأمراض. ومع ذلك، قد يعاني البعض الآخر من لدغات مؤلمة ومثيرة للحكة والحساسية أو العدوى في بعض الحالات. وقد تؤدي الحكة المستمرة أيضاً إلى الحرمان من النوم.