حذّر المستشار لدى منظمة الصحة العالمية، سهيل العلويني، من الوضع الصعب الذي تمرّ به عدّة محافظات تونسية بسبب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، مقابل قلّة الإمكانات الصحية التي وصلت إلى الطاقة القصوى.
وخصّ العلويني بالذكر، في تغريدة على صفحته على "تويتر" محافظة صفاقس، وسط شرق تونس، التي "تستوجب اتخاذ إجراءات استثنائية عاجلة لتفادي الأسوأ، ككلّ المحافظات التي نشاهد فيها ارتفاع عدد حالات العدوى".
وأوضح العلويني الذي كان نائباً سابقاً في البرلمان التونسي، أن "ليس لي أن أتدخل في قرارات الهيئة العلمية لمجابهة جائحة كورونا والتي أكنّ لها كلّ الاحترام والتقدير، وكانت في الموعد كلّما زاد الوضع صعوبة. ولكن من واجبي وبعد الاتصالات بزملاء في الجهات، أن أوجّه انتباهها للوضع الصعب الذي تمرّ به عدّة محافظات".
بدوره، حذّر، الدكتور ذاكر لهيذب، في تدوينة على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، من "انفجار وبائي في محافظة صفاقس، بسبب انتشار فيروس كورونا بين المواطنين".
وطالب "الدولة بالتدخل لمواجهة الأزمة قبل استفحالها"، مشيراً إلى أنّ "ما حصل كان نتيجة الاكتظاظ في انتظار الغاز في الفترة الماضية"، إثر أزمة نفاد أسطوانات الغاز المنزلي بسبب إضرابات في الجنوب.
ربي يسترنا😰😰
Posted by صفاقسنا on Sunday, January 3, 2021
وشهدت محافظة صفاقس، خلال الأيام القليلة الماضية، ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا، حيث بلغ إجمالي الوفيات في المحافظة حتى الآن، 318 حالة وفاة، وعدد الإصابات 13254.
ونتيجة هذه التطورات، قرّرت "اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة بصفاقس" في اجتماعها، أمس الأحد، استئناف الدروس بالمؤسسات التربوية بداية من اليوم، على دفعتين.
ووفق القرار الذي تمّ اتخاذه بعد التشاور مع وزير التربية، أوضحت اللجنة، بحسب وكالة الأنباء التونسية، أنّ الدروس تُستأنف، اليوم الإثنين، في الأقسام النهائية (السادسة ابتدائي والتاسعة إعدادي والرابعة ثانوي)، ويوم الأربعاء لبقية المستويات.
كما دعت اللجنة إلى "مراقبة حسن تطبيق البروتوكولات الصحية بالمؤسسات التربوية ومواصلة حملات التعهد والصيانة التي انطلقت منذ يوم 30 ديسمبر/كانون الأول 2020".
وقرّرت اللجنة مواصلة حملات التقصي النشيط وإجراء التحاليل السريعة طبقاً للخطة الوطنية، واتخاذ إجراء الغلق الفوري لجميع الفضاءات المفتوحة للعموم التي لا تحترم البروتوكولات الصحية، وتشديد تطبيق جميع الإجراءات المتعلّقة لا سيما بعمل المقاهي والمطاعم ومنع التظاهرات العامة والخاصة.
كما قرّرت تشديد منع إجراءات التنقل من وإلى صفاقس، إلاّ في الحالات الاستثنائية والمبرّرة، وتشديد إجراءات حظر التجوّل ودعوة اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة.
وأعلنت وزارة الصحة التونسية في بلاغ لها، مساء أمس الأحد، أنّه تمّ بتاريخ 2 يناير/كانون الثاني 2021 وحتى الساعة، تسجيل 35 وفاة جرّاء فيروس كوفيد- 19، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الوفيات في البلاد إلى 4800 وفاة.
كما تمّ بنفس التاريخ، تسجيل 1565 إصابة جديدة بفيروس كورونا، إثر إجراء 4681 تحليلاً مخبرياً. وبلغ عدد المتعافين 107 آلاف و49 شخصاً من بين 143 ألفا و544 حاملاً للفيروس.
وأضافت وزارة الصحة في بلاغها، أنه يتم حالياً التكفّل بـ1587 مصاباً بفيروس كورونا، بالمستشفيات في القطاعين الخاص والعام، مشيرة إلى أنه يقيم حالياً 342 مصاباً بأقسام العناية المركّزة بالقطاعين، في حين أنّ هناك 125 مريضاً على أجهزة التنفس الاصطناعي.
وللحدّ من انتشار الفيروس، كثّفت وزارة الداخلية التونسية من مراقبتها لحظر التجوّل ليلاً، ولوحظ انتشار واسع للوحدات الأمنية في مفترقات الطرق ومراقبة دقيقة للسيارات. كما أعلنت الوزارة، أمس الأحد، أنّ وحداتها الأمنية ستتولى التطبيق الجدي للترتيبات الجاري العمل بها بخصوص حظر التجوّل على كلّ المخالفين.
ودعت الوزارة في بلاغ لها، عموم المواطنين، إلى احترام توقيت انطلاق حظر التجوّل بكل دقة، وذلك في إطار مواصلة تطبيق مقتضيات البروتوكول الصحي، بما في ذلك فرض حظر التجوّل من الساعة الثامنة ليلاً إلى الخامسة صباح اليوم التالي.