حصلت، أمس الجمعة، فقيدة كلية العلوم في تونس، منال شنينة، على درجة الدكتوراه في العلوم الجيولوجية بملاحظة مُشرف جداً مع شكر خاص من اللجنة.
ولأول مرة تجرى، في كلية العلوم بتونس، مناقشة دكتوراه بعد وفاة صاحبتها منال شنينة بحضور كافة أعضاء لجنة التّحكيم من تونس وفرنسا وعائلة الفقيدة.
وتوفيت منال شنينة من محافظة تطاوين جنوبي تونس في حادث مروري منذ حوالي 5 أشهر، بعد أن أتمت العمل على أطروحتها في العلوم الجيولوجية، وقد استكملت الراحلة جميع المراحل الأكاديمية في عملها، ما جعل الكلية والأساتذة المشرفين يقررون مناقشة هذه الأطروحة رغم وفاة صاحبتها، وقد استغرقت المناقشة 3 ساعات، لتنال الراحلة الدكتوراه مع ملاحظة مشرف جدا.
وقال صديق الراحلة منال والمسؤول عن قسم التربصات والمختص بتأطير الطلبة بالمؤسسة التونسية للأنشطة البترولية عز الدين سعيدي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه "لأول مرة يحضر مناقشة أطروحة بهذا الشكل المهيب حيث كانت الأجواء جد خاصة، طغت عليها العديد من المشاعر، كانت مزيجا من الشعور بالفخر والاعتزاز والحزن والألم، أما من حيث الحضور فقد كان غير مسبوق، ما اضطر كلية العلوم إلى تغيير القاعة بقاعة أكبر مخصصة في العادة للمحاضرات".
وأوضح المتحدث أنه "ابن كلية العلوم ويعرف الراحلة منذ 2014، حيث أجرت لديه "تربصا" (فترة زمنية عملية يقضيها الطالب المقبل على التخرج) بحكم أنه مختص في تأطير الطلبة في مختبر المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية، وذلك قبل حصولها على الإجازة في الجيولوجيا، ودام التربص شهرا" ، مؤكدا أن "منال كانت مثالا للمثابرة وحب العمل، وقد أصرت على إجراء تربص ثان".
وبيّن المتحدث أن "علاقة صداقة نشأت مع الراحلة بحكم الاختصاص نفسه تقريبا، إذ إنه أحرز دكتوراه في الجيولوجيا في 2017، إلى أن سمع بخبر وفاتها في حادث سير، مبينا أن ما حصل أمس كان شبيهاً بمحاضرة هامة وليس مجرد مناقشة عادية لأطروحة دكتوراه".
ولفت إلى أن "الراحلة أتمت جميع المراحل المطلوبة منها في عملها، وأودعت أطروحتها وغيّبها الموت، ولكنها كانت حاضرة أمس بعملها وقد كان أستاذها المشرف على العمل والمؤطر لها محمد السوسي حاضرا بدلاً عنها".
يذكر أن عنوان أطروحة منال شنينة هو "التَّخطيط الطبقي المتكامل والبيئات القديمة وعلم الأحياء القديمة في الزمن الهوترِيفي البارِيمِي، ترسُبات التَّكوين الصَّخري بُوهِدْمَة في وسط وجنوب تونس".