قالت وزارة الصحة العراقية، إنّ العودة لفرض حظر التجوّل في البلاد، أمر متوقع، في ظلّ تصاعد إصابات كورونا اليومية، محذّرة من مشاكل قد يواجهها النظام الصحي، وعدم قدرته على توفير المتطلبات العلاجية للمرحلة المقبلة.
وصرحت عضو الفريق الإعلامي لوزارة الصحة في بغداد، ربى فلاح، بأن "من المتوقع أن تستمر الإصابات بالارتفاع خلال الفترة المقبلة بسبب ضعف الإجراءات الوقائية، واستمرار موجة البرد الحالية، وضعف الإقبال على اللقاحات".
وأضافت في إيجاز قدّمته للصحافيين، اليوم الخميس، أنّ "تفاقم الوضع الوبائي ينذر بعودة قرار الحظر، لكن اتخاذه منوط بصلاحيات اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية".
وأوضحت أنّه "من أعراض أوميكرون عامة، السعال الجاف والتعرّق الليلي، وتختلف الأعراض من شخص إلى آخر بسبب السن وشدّة الإصابة، والتاريخ المرضي والتلقيحي".
من جهته، حذّر مسؤول في وزارة الصحة، من مشاكل تهدّد النظام الصحي في البلاد، مع تواصل ارتفاع الإصابات، وقال المدير العام في وزارة الصحة، جاسب الحجامي، في تصريح متلفز، إنه "كان من المتوقع أن تبدأ موجة كورونا الرابعة في شهر يناير/كانون الثاني الجاري، والسبب الرئيس لارتفاع الإصابات في العراق هو المتحوّر أوميكرون".
وأضاف أنّ "الإصابة بأوميكرون تكون خفيفة، وأنّ أغلب المواطنين، خصوصاً في موسم الشتاء، يعتقدون أنهم مصابون بالزكام أو الإنفلوانزا. وفترة حضانة المتحور أوميكرون أقل من باقي المتحورات وعدواه أسرع، ولديه قدرة أكبر على مراوغة المناعة المكتسبة باللقاح".
وأكّد أنّ "التحدي الأكبر في هذه الموجة سيحدث في حال وصول الإصابات إلى أكثر من 15 ألف إصابة يومية، إذ ستظهر مشكلة توفر الأوكسجين بسبب التأخر، أو المشاكل التقنية في المصانع التابعة لدول مجاورة التي يستورد العراق الأوكسجين منها، كما مشكلة الضغط على الكوادر الصحية". وعبّر عن أسفه "لانخفاض نسبة الإقبال على أخذ اللقاح"، لافتاً إلى أنّ "نسبة الملقحين في العراق 15% فقط".
وأصدرت لجنة الأمر الديواني، الخاصة بمتابعة الفيروس، اليوم الخميس، توصيات عدّة بشأن متحوّر أوميكرون، وأكدت اللجنة وفقاً لكتاب أصدرته على "تشديد فعاليات الرقابة الصحية ومتابعة تنفيذ قرارات اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية، وقرارات مجلس الوزراء في ما يخصّ الإجراءات الوقائية ومتابعة المحلات العامة والمدارس والمعاهد والكليات والجامعات لتنفيذ تلك القرارات".
وشدّدت على "تكثيف حملات التوعية الصحية للمواطنين حول خطورة الموقف الحالي، وأهمية أخذ اللقاح كونه السبيل الوحيد لحمايتهم وحماية عوائلهم من المرض ومضاعفاته"، داعية إلى "توفير الأدوية والمستلزمات والتحاليل الساندة، مع التأكيد على توفير الأوكسجين الطبي، وعدة الحماية الشخصية خاصة في مراكز علاج کورونا".
بدورها، عدّت نقابة الأطباء العراقية، اللجوء إلى الحظر، تقصيرا من قبل الجهات المسؤولة، التي لم تشدد الإجراءات الوقائية قبل فترة. وقال عضو النقابة، سلام الحمامي، لـ"العربي الجديد"، "هناك تقصير كبير من ناحية عدم فرض الإجراءات الوقائية والتباعد المجتمعي، وهذا الأمر لا يتحمل مسؤوليته المواطن وحده، بل الجهات المسؤولة أيضاً".
ونبه إلى أنّ "اللجوء إلى الحظر إجراء له سلبيات كبيرة على عمل ومعيشة المواطنين، وكنّا في غنى عنه لو اتخذنا الإجراءات وشدّدنا العقوبات على المخالفين"، وحمّل وزارة الصحة "مسؤولية التقصير". وسجّل العراق، أمس الأربعاء، 6234 إصابة جديدة بالفيروس، و5 حالات وفاة، مقابل تماثل 718 شخصاً للشفاء.