تقرير حقوقي يرصد انتهاكات بسجن القناطر للرجال في مصر 

01 اغسطس 2022
انتهاكات بالجملة في سجون مصر (محمد الشاهد/ فرانس برس)
+ الخط -

رصدت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، تواصل الانتهاكات بحق المعتقلين السياسيين داخل سجن القناطر للرجال (شمال القاهرة)، منذ لحظة وصول المعتقل إلى السجن، مرورا بتسكينه فيما يسمى بـ"الإيراد"، وصولا إلى تسكينه داخل إحدى غرف السجن ذات الكثافة العددية العالية.
ووثقت الشبكة الحقوقية أبرز الانتهاكات التي يتعرض لها السجناء السياسيون، ومنها "استقباله المعتقل السياسي بسيل من الإهانات، مع مصادرة جميع أغراضه الشخصية من ملابس، وأغطية، وأدوية، وغيرها، بل يتعدى الأمر ذلك إلى تمزيق أفراد الأمن ملابس وأغطية السجين أمامه، إمعانا فى إذلاله، ومحاولة لكسر إرادته".
وتابعت التقرير الحقوقي: "بعد المصادرة والإهانات، ينتقل المعتقل إلى المرحلة التالية، فيجري إيداعه عنبر الإيراد، تمهيدا لتسكينه الدائم في إحدى الغرف، وتعد  هذة الفترة من أقسى الأوقات للمعتقل، حيث يظل قابعا في غرفه قذرة تخرج منها الروائح الكريهة، في ظل تكدس شديد، بلا ملابس شخصية، ولا أغطية، محروما من أدنى حقوقه، ويستمر هذا الوضع لمدة تزيد عن الشهر، قبل مرحلة التسكين الإجباري فى غرف السجن، والتي تزداد معها معاناة المعتقل أضعافا".
كما رصدت الشبكة الحقوقية "التعنت الشديد مع أهالي المعتقلين، ومعاملتهم بقسوة، ومنع دخول الكثير من الاحتياجات الضرورية إلى المعتقل، من مأكولات، وملابس، وأدوية، بالإضافة إلى اختصار مدة الزيارات إلى دقائق معدودة، مع استمرار وجود الحاجز السلكي بين المعتقل وأسرته أثناء الزيارة، والذى جرى وضعه أثناء جائحة كورونا، وأزيل من معظم السجون المصرية".
وأكدت التقرير وجود العشرات من المعتقلين السياسين الممنوعة عنهم الزيارات منذ سنوات من دون أي سند من القانون، وبأوامر مباشرة من الأمن الوطني، فضلا عن استمرار حملات الترهيب وكسر الإرادة، والتي تشمل استعمال التهديد المتواصل للمعتقلين، وإيداع من يطالب بأبسط حقوقه أو حقوق زملائه المعتقلين غرف التاديب، وهي أسوأ زنازين السجن على الإطلاق.

وقالت الشبكة الحقوقية إن "حملات التنكيل لا تقتصر على شرائح معينة، بل تشمل الجميع، ولاسيما المرضى وكبار السن، والذين يحرمون من حقوقهم في دخول الأدوية، أو الكشف الدوري، والاستجابة السريعة لطلباتهم العلاجية، أو إجراء العمليات الجراحية الضرورية".
واعتبرت أن ما يحدث بسجن القناطر للرجال "نموذج صارخ للانتهاكات بالسجون وأماكن الاحتجاز المصرية، ونطالب النيابة العامة، ومسؤولي مصلحة السجون، والجهات الرقابية بالقيام بمسؤولياتهم، وفتح تحقيق عاجل عن أحوال نزلاء سجن القناطر للرجال، وغيره من أماكن الاحتجاز المشابهة، وكف يد البطش عن المعتقلين، وإيقاف الانتهاكات المروعة التي يتعرضون لها".

المساهمون