"منتدى الهجرة عبر المتوسط" في ليبيا بمشاركة أفريقية وأوروبية

17 يوليو 2024
الدبيبة وأبيلا عشية انطلاق منتدى الهجرة، ليبيا، 16 يوليو 2024 (محمود تركية/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- انطلقت أعمال منتدى الهجرة عبر المتوسط في ليبيا بمشاركة 28 دولة أفريقية وأوروبية لتعزيز الحوار حول إدارة الهجرة غير النظامية وتحديد السياسات المشتركة.
- شهد المنتدى حضور شخصيات بارزة مثل رئيس حكومة تونس ورئيسة حكومة إيطاليا، حيث أكدت الأخيرة على أهمية التعاون بين إيطاليا وليبيا لمواجهة تحديات الهجرة.
- عبّر الدبيبة عن رفض ليبيا لتوطين المهاجرين غير النظاميين، مشدداً على ضرورة إيجاد مقاربات عملية وبرامج تنموية في بلدان المهاجرين الأصلية.

انطلقت أعمال منتدى الهجرة عبر المتوسط في ليبيا، اليوم الأربعاء، بمشاركة 28 دولة أفريقية وأوروبية، من خلال رؤساء حكومات وغيرهم من الممثلين. ويُعَدّ هذا المنتدى مبادرةً لحكومة الوحدة الوطنية الليبية من أجل تعزيز الحوار، ما بين الدول الأوروبية والأفريقية المعنية، حول إدارة الهجرة غير النظامية عبر البحر الأبيض المتوسط وتحديد السياسات المشتركة في هذا الإطار.

ويأتي منتدى الهجرة عبر المتوسط كذلك متابعةً لزيارة قام بها رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة لبروكسل في شهر مايو/ أيار الماضي، والتقى في خلالها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، وقد تناول معها مسألة تطوير "تعاون أفضل" ما بين الاتحاد الأوروبي وليبيا في قطاع الهجرة كذلك، وهو أمر يتعيّن تحقيقه "انطلاقاً من الأولويات المشتركة". يُذكر أنّ نائب رئيس المفوضية مارغريتيس شيناس يمثّل الاتحاد الأوروبي في المنتدى.

ومن الشخصيات التي وصلت إلى ليبيا، صباح اليوم الأربعاء، للمشاركة في انطلاق منتدى الهجرة عبر المتوسط في طرابلس، رئيس حكومة تونس، أحمد الحشّاني يرافقه وزير داخليته خالد النوري، وكذلك رئيسة حكومة إيطاليا جورجيا ميلوني، يرافقها وزير داخليتها ماتيو بيانتيدوزي. أمّا أمس الثلاثاء، فوصل رئيس حكومة مالطا روبرت أبيلا، ورئيس تشاد محمد إدريس ديبي، إلى جانب عدد من الممثلين الدبلوماسيين والسفراء لدى ليبيا، وممثلي المنظمات الدولية المعنية بملف الهجرة غير النظامية.

وقد نقلت وكالات أنباء عن رئيسة حكومة إيطاليا قولها إنّ "البحر الأبيض المتوسط ​​يمثّل أولوية، ومن غير الممكن أن يكون بحر أبيض متوسط ​​من دون إيطاليا وليبيا معاً". أضافت، في كلمتها أمام منتدى الهجرة عبر البحر المتوسط، أنّ "ثمّة تحديات في هذه الأوقات، لا يمكننا مواجهتها بمفردنا، والهجرة واحدة منها". وأوضحت ميلوني أنّ "من أجل معالجة هذه القضية بجدية، ثمّة حاجة إلى تغيير النهج 360 درجة"، مؤكدة أنّ "إيطاليا تعمل جاهدة من أجل ذلك" على مستويات متعدّدة، من بينها "مكافحة الاتجار بالبشر".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

قبيل انطلاق أعمال منتدى الهجرة عبر المتوسط، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية أمام الصحافيين إنّ ما مرّت به ليبيا من أزمات جعل حدودها مفتوحة، الأمر الذي جعلها وجهة للمهاجرين من بلدانهم، علماً أنّ ليبيا ما زالت تعاني من جرّاء ذلك. وعبّر الدبيبة عن رفض بلاده محاولة دول عدّة، لم يسمّها، توطين المهاجرين غير النظاميين في ليبيا، مشيراً إلى أنّ هدف المنتدى الخروج بمقاربات عملية لتفعيل برامج تنموية للمهاجرين في بلدانهم الأصلية بهدف مساعدتهم هناك. وأضاف أنّ ليبيا ملتزمة المشاركة في حلحلة قضايا المهاجرين بالشراكة مع المجتمع الدولي.

وكان الدبيبة قد أكد تطلّع حكومته إلى أنّ يشكّل منتدى الهجرة عبر المتوسط "منصّة نقاش جادة لإيجاد إطار عملي واستراتيجي يضمن تحقيق التنمية في الدول الأفريقية، للحدّ من ظاهرة الهجرة"، وذلك من خلال "مقاربات تعالج حقيقة المشكلات" البلدان الأصلية، "بعد أن أثبتت التجربة فشل الاقتصار على الحلّ الأمني".

من جهته، قال رئيس وزراء مالطا، في مؤتمر صحافي مشترك مع الدبيبة عقداه أمس الثلاثاء، إنّ حلّ أزمة الهجرة غير النظامية يبدأ من البلدان الأصلية. وشرح أبيلا أنّ المهاجرين يتركون بلدانهم بسبب النزاعات والحروب، بحثاً عن السلام وفرص أفضل، مضيفاً أنّ الصعوبات الاقتصادية تُعَدّ سبباً آخر للهجرة، مشدّداً على أنّ في الأمر تحدياً لدول العبور التي تثقلها حركة هؤلاء الأشخاص نظراً إلى تحمّلها تكاليف الخدمات المقدّمة لهم. ودعا أبيلا إلى توحيد الجهود والتركيز على حلول للعوامل الرئيسية المسبّبة للهجرة غير النظامية، من قبيل دعم خطط التنمية في أفريقيا. ولفت إلى أنّ مالطا أدرجت ملف الهجرة على أولويات الاتحاد الأوروبي، في السنوات الخمس الأخيرة.

وفي حين عبّر الدبيبة، في كلمة نشرها على حسابه على موقع فيسبوك، عن أمله بانعقاد المنتدى "بمشاركة رئاسية ووزارية واسعة لدول الساحل والصحراء الأفريقية مع نظرائهم الأوروبيين"، لفت إلى أنّ تلك الدول "لم تعد مجرّد دول عبور فقط، فتزايد أعداد المهاجرين يضعنا أمام مسؤولية أمنية وأخلاقية، للمشاركة في الدفع مع كلّ الدول المعنية لوضع حلول جامعة تعالج المشكلة مبكراً، وتوفّر حياة كريمة للمواطن الأفريقي في بلده".

ومنذ أكثر من 13 عاماً، تعاني ليبيا من انفلات أمني، على وقع أزمة سياسية حادة حوّلتها إلى مقصد للمهاجرين غير النظاميين الوافدين من العمق الأفريقي، علماً أنّ مئات من عصابات تهريب البشر راحت تنشط في رحلات عبر الحدود الجنوبية في اتجاه سواحل ليبيا الشمالية المقابلة للسواحل الأوروبية الجنوبية.

المساهمون