تقرير أممي: مليون طفل خارج المدارس في شمال غرب سورية

01 يونيو 2024
كثير من مدارس الشمال السوري عبارة عن خيام (عارف وتد/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تقرير المكتب الأممي يكشف عن أزمة تعليمية في شمال غربي سورية، مع أكثر من مليون طفل خارج المدارس، وزيادة 200 ألف طفل بعد الزلازل في فبراير 2023، خاصة في إدلب حيث 69% من الأطفال خارج النظام التعليمي.
- صندوق التمويل الإنساني لسورية يدعم مشاريع تعليمية، بما في ذلك مشروع "وورلد فيجن" الذي يستهدف 8142 طفلاً، بتوفير الأثاث، مستلزمات النظافة، واللوازم التعليمية حتى يونيو 2024.
- الفقر، النزوح، وعمالة الأطفال تسهم في تسرب الطلاب من المدارس، مع تدمير المدارس بسبب الزلزال في فبراير 2023. المدرسون والمنظمات المحلية يسعون لتحسين الوضع، لكن تظل الحاجة إلى حلول مستدامة لتحسين التعليم.

كشف المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية في سورية أن أكثر من مليون طفل وطفلة لا يذهبون إلى المدارس في مناطق شمال غربي سورية، وذلك بزيادة قدرها 200 ألف طفل عن الفترة التي سبقت وقوع الزلازل المدمر في 6 فبراير/شباط 2023. 
وأوضح التقرير الصادر مساء الجمعة، أن محافظة إدلب سجلت أعلى معدل للأطفال خارج المدرسة بين جميع المحافظات السورية في عام 2024، إذ لا يحصل نحو 69 في المائة من الأطفال فيها على حقهم الطبيعي في التعليم، وكلما طال أمد بقاء الأطفال خارج المدرسة، قلّت احتمالات عودتهم إليها.
ووفق التقرير الأممي، فإن صندوق التمويل الإنساني لسورية عبر الحدود يدعم عدة مشاريع تعليمية في مناطق الشمال السوري، وقام فريق من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بزيارة مراقبة ميدانية إلى إدلب، لزيارة مشروع تعليمي مدعوم من الصندوق، وتنفّذه المنظمة الشريكة "وورلد فيجن" للاستجابة.
وبحسب التقرير: "يدعم المشروع 18 مدرسة، حيث يتم تعليم الأولاد والبنات، وتزويد المدارس بالأثاث ومستلزمات النظافة واللوازم التعليمية والإشراف على جلسات توعية للطلاب والطالبات، ويبلغ إجمالي عدد الطلاب المستهدفين 8142 طفلاً من بينهم 4118 طالباً و4024 طالبة، و43 في المائة منهم من النازحين من المناطق الأكثر تضرراً من الزلازل". 
وبدأ التحضير للمشروع في شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، وبدأ دعم المدارس اعتباراً من فبراير/شباط 2024، ويجري ذلك من خلال توفير الخدمات التعليمية الرسمية إلى يونيو/حزيران 2024، وتقديم خدمات التعليم غير الرسمي من خلال مدرسة صيفية بداية من شهر يونيو أغسطس/آب.

الصورة
تسرب الأطفال من مدارس الشمال السوري يتكرر (عارف وتد/فرانس برس)
أسباب عدة لتسرب الأطفال من مدارس الشمال السوري (عارف وتد/فرانس برس)

يقول المدرس مصطفى المصطفى، وهو مقيم في مدينة بنش بريف إدلب، لـ"العربي الجديد"، إن "الكثير من العوامل تقف وراء ارتفاع أعداد الطلاب المتسربين من المدارس، وفي سورية، خصوصاً مناطق الشمال، يعد الفقر والنزوح هما السببان الأشد تأثيراً في أزمة تسرب الطلاب من المدارس، وكذلك عمالة الأطفال".
يضيف المصطفى: "بعد وقوع الزلزال، تسرب الكثير من الطلاب من المدارس لأسباب مختلفة من بينها انهيار منازل أهلهم الذي تبعه موجة نزوح كبيرة، ما سبّب ترك عدد كبير من الطلاب لمدارسهم، والتحق قسم من هؤلاء الطلاب بالمدارس خلال الفترة الماضية، بينما لم يتمكن قسم آخر كون عائلاتهم فقيرة، أو كونهم انخرطوا في سوق العمل، أو لأنّ المدارس بعيدة عن مناطق سكنهم".
وتابع المدرس السوري: "صندوق الاستجابة الإنسانية من بين الداعمين الرئيسيين للمنظمات المحلية في شمال غربي سورية، ومنظمة (وورلد فيجن) دخلت العمل في المنطقة لترميم المدارس وتزويدها بالأثاث بشكل رئيسي، ومدرستنا في بنش من بين المستفيدين من تلك الجهود، والمرحلة الثانية من الدعم كانت مخصصة لدعم رواتب المدرسين، والمنظمة المنفذة كانت (تكافل الشام)، وهناك جهات يابانية داعمة لمنظمة (وورلد فيجن)".

طلاب وشباب
التحديثات الحية

بدوره، يؤكد المدرس خالد العبد، وهو مقيم في منطقة عفرين، لـ"العربي الجديد"، أن "من بين عوامل تسرب الطلاب من المدارس في المنطقة قلة دعم المدرسين، فضلاً عن وجود مدارس غير مجهزة ضمن مخيمات النزوح، والكثير من هذه المدارس عبارة عن خيام تفتقر إلى أدنى التجهيزات الخاصة بالعملية التعليمية. الوضع عموماً سيئ للغاية، والعمل على تحسين واقع التعليم في المنطقة يحتاج إلى حلول مستدامة لزيادة رغبة الطلاب وذويهم في الالتحاق بالمدارس، خصوصاً أنهم يعانون مشكلات كثيرة، من بينها النزوح والفقر والبطالة". 
ويشار أن زلزال السادس من فبراير 2023، سبّب تدمير العديد من المدارس في منطقة شمال غربي سورية، ولحق الضرر الأكبر بمدارس جنديرس، والتي شهدت دماراً كبيراً في المنازل والمنشآت أيضاً. 

المساهمون