تتواصل معاناة النازحين في مخيمات إدلب، إذ سجل فريق "منسقو استجابة سورية"، حريق في إحدى خيم النازحين، اليوم الاثنين، نتيجة الاعتماد على وسائل التدفئة غير المناسبة، وسوء مواد التدفئة الموجودة في الوقت الحالي في المخيمات، لافتاً إلى أنّ هناك مخاوف أيضاً من زيادة معدل الحرائق داخل الخيام نتيجة انخفاض درجات الحرارة.
واندلع حريق في مخيم الأندلس القريب من بلدة زردنا شماليّ محافظة إدلب، أدى إلى احتراق خيمة وجميع محتوياتها بشكلٍ كامل، بسبب استعمال مواد التدفئة البدائية، وسط مناشدات لتأمين خيمة لقاطنيها بعد نزوحهم إلى إحدى العوائل القابعة داخل المخيم.
بدوره، قال سمير السليم (43 عاماً)، في حديث لـ"العربي الجديد": "أنا أسكن في خيمة بمخيم الضياء في منطقة كللي، فيها الكثير من المخيمات، أعمل في البناء باليومية، العمل يقلّ كثيراً مع حلول الشتاء"، ثم أضاف: "منذ ليلة أمس والأمطار تهطل عليها ودخلت المياة الخيمة رغم إحاطتها بالتراب، لكن المطر كان غزيراً".
وأشار السليم إلى اهتراء الخيمة وتضررها من شمس الصيف، نظراً لقدمها، قائلاً: "استخدمنا الخيوط وقطعة من القماش لخياطة مكان الضرر، كذلك حفرنا مجرى لتصريف المياه بعيداً عن الخيمة، لكنها قد لا تصمد أبداً إذا استمرت الأمطار".
وأوضح السليم أن "الطين يحيط بنا من كل الجهات، ما يجعل طريق الأولاد إلى المدرسة أو شراء الحاجات اليومية أمراً بغاية الصعوبة، ينزلقون ويتّسخون بالطين. الحالة مأساوية، والوضع لم يتغير منذ سنوات".
وأضاف: "أشعر بالعجز. لا يمكنني بناء غرفة البلوك لكوني لا أمتلك أرضاً. وامتلاك الأرض والحصول على بيت حلم بالنسبة إليّ للخلاص مما نعانيه في الشتاء"، مشيراً إلى أن تشغيل المدفأة يعتمد على شراء القليل من الحطب إن سمحت الظروف بذلك، أو جمع ما يجده أمامه من أخشاب خلال عمله بورشات البناء".
ومضى قائلاً بحسرة: "يقتصر تشغيل المدفأة على الصباح الباكر وساعات في المساء بسبب البرد الشديد. أرجو أن أعود إلى بيتي في ريف حماة الشمالي وأن تنتهي معاناة أولادي هنا".
وأكد فريق "منسقو استجابة سورية" أن الهطولات المطرية المستمرة في منطقة شمال غرب سورية، سببت أضراراً في سبع مخيمات للنازحين حتى اللحظة، مؤكداً أن مأساة النازحين مستمرة وسط ضعف حاد في عمليات الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.
وأشار الفريق إلى أنّ مناشدات النازحين أصبحت دون جدوى، بسبب عدم تجاوب الجهات الإنسانية معها بشكل جدي، موضحاً أنه يجب أن يتوقع النازحون ضمن المخيمات عدم تقديم أي نوع من الاستجابة الإنسانية لمعالجة الأضرار الأخيرة، أو ما سينتج من عواصف أخرى خلال فصل الشتاء الحالي.