تعليق العمل في صيدليات محافظة عراقية بعد اغتيال طبيب

23 فبراير 2023
مطالبات بتوفير الحماية للكوادر الطبية (صباح عرار/ فرانس برس)
+ الخط -

قرّرت نقابة صيادلة محافظة ديالى العراقية، الخميس، تعليق العمل في صيدليات المحافظة حتى إشعار آخر، وذلك على خلفية اغتيال الطبيب أحمد طلال المدفعي، الذي جرى اليوم تشييع جثمانه، وسط مطالبات بكشف الجهات التي تعمل على استهداف الأطباء وتوفير الحماية للكوادر الطبية.

ومساء أمس الأربعاء، اغتال مسلحون مجهولون المدفعي، وهو أشهر أطباء القلب في المحافظة، عند خروجه من عيادته في منطقة بعقوبة الجديدة، حيث هاجموه بعدة طلقات نارية تسببت بمقتله في الحال.

وردّاً على ذلك قالت نقابة الصيادلة في المحافظة، إنها قررت "تعليق العمل في الصيدليات بعموم ديالى احتجاجاً على استهداف الطبيب"، ودعت في بيان كافة الصيادلة إلى "الالتزام بالقرار".

وجرى، اليوم الخميس، تشييع جثمان الطبيب القتيل، وسط مطالبات بكشف الجهات التي تعمل على استهداف الكفاءات والأطباء في المحافظة.

ولم تعلّق وزارة الصحة العراقية على الحادث حتى الآن، فيما حذّر عضو نقابة الأطباء العراقية من عودة مسلسل اغتيال الأطباء في البلاد، وقال زياد المرسومي، لـ"العربي الجديد"، الوضع مرتبك في محافظة ديالى ولا توجد حماية للكوادر الطبية"، مبينا أنه أمس الأول تلقى نقيب أطباء المحافظة تهديدات من قبل طبيب وهمي تم كشفه أخيرا، وأمس تم قتل الطبيب المدفعي، وهذا مؤشر خطير على عودة اغتيالات الأطباء".

وحمّل الحكومة "مسؤولية التحقيق في هذا الملف وكشف الجناة، وتوفير الحماية اللازمة للأطباء من تهديداتهم"، مؤكدا أن "هذه الحوادث ليست فردية، ولا شك أن هناك مليشيا مسلحة تقف خلفها، تسعى لإفراغ المحافظة من الكفاءات الطبية".

الباحث في الشأن العراقي، نظير الكندوري، أكد في تغريدة له، أن "الانفلات الأمني أصبح ظاهرة يومية في محافظة ديالى، أحمد طلال المدفعي مختص بأمراض القلب، ذو أخلاق رفيعة بشهادة أهالي المنطقة ويحظى بشعبية كبيرة لديهم"، مبينا أن "المجرمين حاولوا اختطافه، لكنهم أطلقوا النار عليه بعدما قاومهم".

 

ويعد ملف الاغتيالات والتهديدات والاعتداءات على الكوادر الطبية في العراق من الملفات الخطيرة، وخلال العام الماضي والتي سبقته، سجلت مستشفيات العراق حوادث اعتداء مستمرة، طاولت عشرات الأطباء والطبيبات داخل المستشفيات، وتعرض كثير منهم للضرب المبرح والجروح والكدمات، من قبل ذوي المرضى أو عشيرته، في وقت شكا الأطباء من عدم وجود حماية أمنية لهم خلال ممارسة العمل وخارجه.

ووفقاً لإحصاءات رسمية، فإن 72 ألف طبيب عراقي ما زالوا خارج البلاد، إذ دفعت بهم الظروف الأمنية والتهديدات التي تعرضوا لها إلى الهجرة، وبلغ عدد الأطباء الاستشاريين العراقيين منهم، ممن يقيمون في لندن وحدها بحدود 4 آلاف طبيب غير الأطباء الجدد، أما في عموم المملكة المتحدة فعددهم يبلغ 60 ألف طبيب، أما في دول أوروبية أخرى وأميركا وأستراليا ودول الخليج فهناك ما لا يقل عن 12 ألف طبيب، في وقت يعاني العراق من نقص بأعداد الأطباء الاستشاريين.

المساهمون