تصاعد تعنيف الزوجات أزواجهن في كردستان العراق

02 ديسمبر 2022
توثق المنظمات في العراق حالات عنف أسري (صافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -

سجّلت منظمة محلية حقوقية في إقليم كردستان العراق، شمالي البلاد، الجمعة، تزايداً في حالات العنف الأسري المُسجّلة ضدّ الرجال، غالبيتها وقعت من قبل الزوجات، وأدت لحوادث انتحار كردود فعل على التعنيف.

وتوثق المنظمات في العراق حالات عنف أسري متزايد تقع ضحيته بالعادة النساء والأطفال، إلا أن الإعلان عن إحصاء يوضح حالات عنف ضد الرجال يُعتبر غير اعتيادي، وفقاً لمراقبين ومختصين.

"اتحاد رجال كردستان" منظمة حقوقية تأسست حديثاً من قبل ناشطين في الإقليم الواقع شمالي العراق، ويقول القائمون عليها إنها تعمل على إظهار جوانب العنف غير المعلن الذي يتعرض له الرجال على يد النساء في الإقليم.

أصدرت المنظمة، الجمعة، أرقاماً جديدة أشارت إلى أنها مبنية على وقائع حصلت في محافظات الإقليم المختلفة.

وقال رئيس المنظمة برهان علي، لـ"العربي الجديد"، إنه "في عام 2021 تم تسجيل 521 حالة تعنيف أسري ضد الرجال من قبل الزوجات"، مبينا أن من بين حالات الانتحار المسجلة في العام نفسه بالإقليم هناك 68 رجلا تعرضوا للتعنيف داخل أسرهم.

وأضاف أنه "خلال العام المذكور بلغ عدد الرجال الذين قُتلوا على يد زوجاتهم بحسب الإحصائية 6 رجال، فيما بلغ عدد الذين طُردوا من المنزل على يد زوجاتهم كونهم مسنين 31 رجلاً، فيما بلغت حالات الخيانة الزوجية من قبل الشريكة 47 حالة".

وأكد أن "محافظة السليمانية إحدى محافظات إقليم كردستان العراق التي تصدرت حالات الانتحار بسبب تعنيف الرجال بـ 28 حالة، فيما جاءت أربيل في المرتبة الثانية بواقع 24 حالة، ودهوك ثالثاً بواقع 9 حالات، ومدينة حلبجة بحالتين".

وعن أسباب تنامي حالات تعنيف الرجال على يد زوجاتهم في إقليم كردستان، يرى رئيس المنظمة أن هذا الأمر "يعود إلى تردي الوضع الاقتصادي وتأثير الحالة المادية داخل الأسرة في إقليم كردستان، فضلا عن وقوف قانون الأحوال الشخصية في المنطقة إلى جانب الزوجة على حساب الزوج، وبذلك أصبح الرجل ضحية للقانون والوضع الاقتصادي في الإقليم"، وفقا لقوله.

في سنوات سابقة بإقليم كردستان، اعتادت الأغلبية على معاملة حالات تعنيف الرجال على أيدي نسائهم على شكل النكت الساخرة.

عشرات القصص التي يتناولها الإعلام الكردي ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي، عن حالات ضرب أو طرد من المنزل لرجال على يد زوجاتهم، حتى باتت القضية تتعدى كونها حالات فردية.

لكن منظمات نسائية وناشطات كرديات يؤكدن أن ما يطرحه اتحاد الرجال في كردستان هو مبالغة كبيرة، وتركيبة هذه المنظمة (اتحاد رجال كردستان) رافضة لفكرة حرية المرأة وإنصافها من قبل القانون، لذلك باتوا يبالغون بالأرقام حول حالات العنف ضد الرجال في كردستان.

واعتبرت رئيسة اتحاد النساء في كردستان، فيان سليمان، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن هذه الأرقام فيها "مبالغة كبيرة".

وأضافت: "على العكس، فإن فرق الرصد التابعة لاتحاد النساء في كردستان العراق لا تزال ترصد مئات حالات العنف والقتل والضرب المبرح ضد النساء في محافظات الإقليم".

ولفتت إلى أن "قانون الأحوال الشخصية في الإقليم لا يزال بحاجة إلى تعديلات عديدة تخص عمل المرأة ومشاركتها بالحياة بشكل عام، وما يُطرح حول وجود انحياز بالقانون لصالح المرأة غير دقيق، فلا تزال عشرات المواد خاضعة للمناقشة ونطالب بتعديلها".

وتأسست منظمة اتحاد رجال كردستان عام 2007، وهي أول منظمة تهتم بشؤون الرجال في كردستان والعراق، وتهدف المنظمة، التي أنشئت في السليمانية بالاتفاق مع حكومة إقليم كردستان، إلى توعية وتثقيف النساء بشأن حقوق الرجال.

وتقول الصحافية الكردية سروة محمد، لـ "العربي الجديد" إن "المرأة الكردية لا تقبل بالاعتداء والاضطهاد من الرجل، ولأننا نعيش في مجتمع ذكوري، فهم يعتبرون دفاع المرأة عن حقوقها تعنيفاً للرجل، وهذا الأمر الذي جعل اتحاد الرجال يبالغ بالأرقام التي ينشرها".

وأوضحت أن "ما ينشر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وأيضاً من بيانات اتحاد الرجال فيه إساءة للمرأة الكردية، فيظهرها بأنها كائناً متوحشاً مفترساً، في حين هي كائن لطيف، حالها حال باقي النساء في المجتمعات الأخرى".

لكن الناشط الكردي آرام جمال أوضح أن "حالات التعنيف ضد الرجال في إقليم كردستان أكبر من الأرقام المعلن عنها، لوجود خشية من الإفصاح عنها كونها تمثل فضيحة لصاحبها المعنف".

ولفت في حديثه لـ "العربي الجديد":"لا أعتقد أن أرقام تقرير الاتحاد البالغة 521 حالة تعنيف أسري ضد الرجال في إقليم كردستان، هي أرقام واقعية، وهنا نتحدث عن وقائع مخفية وهي أن بعض الرجال يخشون تسجيل شكاوى بهذا الصدد حال تعرضهم للتعنيف خشية الفضيحة".

المساهمون