تركيا تعود إلى تشديد الإجراءات لمحاصرة كورونا

05 نوفمبر 2020
40 في المائة من مجمل الإصابات في تركيا هي في إسطنبول(بولنت كيليش/فرانس برس)
+ الخط -

 

عادت تركيا لدقّ ناقوس الخطر، بعد تجاوز إصابات كورونا اليومية الـ2300 إصابة، خلال الـ24 ساعة الماضية، ووفاة 81 مصاباً، ففرضت ابتداءً من الأسبوع الحالي، إغلاق أماكن العمل مثل: المطاعم ومحلات الحلويات وصالونات الحلاقة والتجميل وصالات الأفراح والمسابح، عند العاشرة ليلاً، بهدف الحدّ من انتشار الفيروس. ولم يستثنِ الإغلاق المبكّر مقاهي الإنترنت والصالات الرياضية والملاعب والسينما والمعارض والمسارح والحمامات التركية و"جميع أماكن العمل المماثلة"، بحسب ما أكّدته مصادر تركية لـ"العربي الجديد".

وتشير المصادر إلى أنّه ستكون هناك "قرارات إضافية، خاصة في ولاية إسطنبول" لأنّ 40 في المائة من مجمل إصابات تركيا، هي في إسطنبول، وذكّرت بطلب وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة، من سكّان المدينة عدم مغادرتها إلا عند الضرورة.

وأظهرت المصادر أنّ القرارات الجديدة "جادة وملزمة"، إذ تبدأ في نهاية الأسبوع الجاري حملات تفتيش على الأماكن العامة وتغريم المخالفين، سواء في ما يتعلّق بالعمل بعد الساعة العاشرة، أو عدم الالتزام بالتعليمات في ما يخصّ الوقاية والتباعد، "خاصة تقديم النرجيلة".

وعادت المخاوف إلى تركيا بعد ارتفاع عدد الإصابات اليومية، وتجاوز الوفيات جرّاء وباء كورونا العشرة آلاف ومائتي شخص، وارتفاع إجمالي الإصابات إلى 374 ألفاً، كما وصولها  إلى  أعلى هرم المسؤولين الأتراك، ليُصاب بالفيروس الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، ووزير الداخلية، سليمان صويلو، ورئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، ووفاة برهان قوزو، أحد مؤسّسي الحزب الحاكم، "العدالة والتنمية"، ورئيس اللجنة الدستورية بالبرلمان، الذي حضر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مراسم دفنه أمس الأول.

ويقول الأكاديمي التركي، برهان كور أوغلو، لـ"العربي الجديد" إنّ "ارتفاع أعداد الإصابات، خاصة في إسطنبول، يستدعي تشديد الإجراءات، حتى ولو وصلت إلى حدّ الإغلاق الشامل مرة أخرى. وهذا ما عادت إليه الدول المتطورة، لأنّ واقع الكثافة السكّانية والسيّاح، خاصة في إسطنبول، يُنذر بمخاطر كبيرة إن تمّ التساهل مع ما يسمى بالموجة الثانية من الفيروس، التي تزامنت مع فصل الشتاء، الذي تزيد خلاله الأمراض والعدوى".

ويكشف الأستاذ بجامعة ابن خلدون بإسطنبول، أنّه "لا بد أن يمتاز التعامل مع الوباء بالصرامة، بصرف النظر عن آثاره الآنية، اقتصادية كانت أو اجتماعية، لأنّ اللقاح لوباء كورونا لم يُطرح بالأسواق بعد والإصابات تقتل العشرات في تركيا يومياً". وعوّل كورأوغلو بالوقت نفسه، على إجراءات بلاده للحدّ من انتشار الوباء، وكشف عن تجربة أول لقاح "أمس" على متطوّع تركي قدّمته جامعة "أرجييس".

وتزامنت الإجراءات التركية الجديدة، مع تشدّد على الحدود والمنافذ البرية، كما يقول مدير مستشفى "الاستشفاء" بالريحانية، ياسر السيد لـ"العربي الجديد". وكشف عن أنّ ولاية هاتاي الحدودية عموماً، بدأت بفرض إظهار الكود الصحي الـ "HES" عند الدخول إلى الدوائر الرسمية والحكومية والبنوك.

كما تمّ تشكيل فرق تتبّع كورونا، للتواصل مع أيّ مصاب، بهدف معرفة كلّ مخالطي المريض، قبل يومين من بدء ظهور الأعراض عليهم.

ويضيف السيد أنّ الجانب السوري، بدأ، في المقابل، بحملات جديدة بعد تسجيل مختبرات الترصّد الوبائي، التابعة لـ "شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة"، أمس الأربعاء، 524 إصابة جديدة بالفيروس في الشمال السوري، ليصبح إجمالي عدد المصابين 7059، توفي منهم 42 شخصاً، وتمّ تسجيل 104 حالات تعافٍ، ليصبح العدد الإجمالي لحالات التعافي 2729.

كما طاولت الإجراءات التركية الجديدة، بحسب الإعلامي التركي، محمد كايدن، منع التدخين بشوارع العديد من الولايات، والموافقة على عمل من هم فوق سن الستين والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة، من منازلهم "عن بُعد".

كما كشف كايدن، عن أنّ مسابقة الـ"فورمولا 1"، التي تستضيفها بلاده، من 13 إلى 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بعد انقطاع لتسع سنوات، ستُقام من دون جماهير، وذلك بقرار من مجلس الصحة العامة. واعتبر أنّ الموجة الثانية من كورونا "هي معركة شرسة تخوضها بلاده، ولا بد لها من الانتصار عليها ولو أحدثت الإجراءات ضيقاً أو تذمراً أو آذت الناس بموارد رزقها".

المساهمون