كيف يؤثر التغير المناخي على طول اليوم والإنترنت والبورصة؟

16 يوليو 2024
التغير المناخي يؤثر على معدل ذوبان الجليد، 6 سبتمبر 2013 (Getty)
+ الخط -

كشفت دراسة حديثة أن التغير المناخي يتسبب في جعل المدة الزمينة لليوم أطول مما هي عليه في السابق، مشيرة إلى أن ذوبان الجليد يؤدي إلى تباطؤ دوران كوكب الأرض وهو ما قد يؤثر على سرعة الإنترنت والمعاملات المالية ونظام تحديد المواقع GPS مستقبلا.

 وقيّم البحث، الذي نُشر في مجلة مجلس أكاديمية العلوم الوطنية للولايات المتحدة الأميركية، تأثير ذوبان الجليد على طول اليوم. حيث تباين معدل التباطؤ بين 0.3 و1.0 ميللي ثانية في القرن الواحد (مللي ثانية / قرن) بين عامي 1900 و2000. ولكن منذ عام 2000، مع تسارع الذوبان، تسارع أيضًا معدل التغيير إلى 1.3 مللي ثانية / قرن.

التغير المناخي يؤثر على دوران الأرض

وقال الباحثون وفقا لما نقلته "ذا غادريان" أمس الاثنين، إن معدل تباطؤ الأرض الحالي يبدو أعلى بكثير من أي وقت مضى خلال آلاف السنوات الماضية. "ومن المتوقع أن يظل تقريبا عند مستوى 1.0 مللي ثانية / قرن خلال العقود القادمة، حتى لو تم تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل حاد". مضيفين: "إذا لم يتم الحد من الانبعاثات، سيزيد معدل التباطؤ إلى 2.6 مللي ثانية / قرن بحلول عام 2100، متفوقا على المد القمري كأكبر عامل يسهم في التغيرات طويلة الأمد في طول الأيام".

وكشفت التحليلات الحديثة المرتبطة بالمناخ، أن ذوبان الجليد القطبي الكبير سيؤدي إلى إعادة تشكيل الكوكب، ورغم كون التغيرات على طول اليوم تتراوح على مقياس من الأجزاء الألف من الثانية ولكنها كافية للتأثير وإحداث اضطرابات في الإنترنت والمعاملات المالية ونظام تحديد المواقع GPS، والتي تعتمد جميعها على الحفاظ على الزمن بدقة.

وعلى مرّ الزمن الجيولوجي كان طول يوم الأرض يزداد تدريجياً بسبب تأثير القمر على المحيطات واليابسة. ومع ذلك، فإن ذوبان ألواح الجليد في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية بسبب ارتفاع درجة حرارة العالم تسبب في إعادة توزيع المياه في محيطات العالم، مما يؤدي إلى زيادة كمية المياه في البحار قرب خط الاستواء. وسيجعل الأرض أكثر انتفاخاً - أو أكثر سمكاً - مما يبطئ من دوران الكوكب ويزيد من طول اليوم بشكل أكبر بعد ذلك.

 ويعتمد حفظ الزمن عند البشر على الساعات الذرية، التي تكون دقيقة للغاية. ومع ذلك، يختلف الزمن الدقيق لليوم - وهو دوران واحد للأرض - بسبب المد القمري وتأثيرات المناخ وبعض العوامل الأخرى، مثل الارتداد البطيء لقشرة الأرض بعد انحسار الألواح الجليدية التي تكونت في عصر الجليد الأخير. وتجب مراعاة هذه الاختلافات، وفقًا للبروفيسور بينديكت سوجا من معهد التكنولوجيا الفيدرالي في زيورخ، سويسرا، قائلا: "جميع مراكز البيانات التي تشغل الإنترنت والاتصالات والمعاملات المالية تعتمد على توقيت دقيق. كما نحتاج أيضًا إلى معرفة دقيقة للوقت للملاحة، وخاصةً بالنسبة للأقمار الاصطناعية والمركبات الفضائية".

وقال الدكتور سانتياغو بيلدا من جامعة أليكانتي في إسبانيا، الذي لم يكن جزءًا من فريق البحث: "هذه الدراسة تمثل تقدمًا كبيرًا لأنها تؤكد أن فقدان الجليد المقلق الذي تعاني منه غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية له تأثير مباشر على طول النهار، مما يسبب زيادة في طول أيامنا. هذا التباين في طول النهار له آثار حرجة ليس فقط على كيفية قياس الوقت، ولكن أيضًا على نظام تحديد المواقع GPS والتكنولوجيات الأخرى التي تحكم حياتنا الحديثة".

المساهمون