تردد وخوف من لقاح كورونا في تونس

07 فبراير 2021
35 بالمائة من الأطباء يرفضون اللقاح بحسب إحصاء (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

لا يزال التردّد والخوف يطغيان على جزء كبير من التونسيين في ما يخصّ اتخاذهم قرار أخذ لقاح كورونا، في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الصحية عن إطلاق حملة التطعيم يوم 16  فبراير/شباط الحالي، بإعطاء الجرعات الأولى لمهنيي الصحة في إطار الحصة التي حصلت عليها تونس من اللقاحات ضمن منظومة كوفاكس، التي ترعاها منظمة الصحة العالمية.

وبعد أكثر من أسبوعين من فتح باب التسجيل على قوائم الانتظار لقوائم التلقيح، تمّ تسجيل 383 ألف طلب تلقيح على المنصة الإلكترونية التي أطلقتها وزارة الصحة، من مجموع أكثر من 3 ملايين تونسي معنيين بالتلقيح في المرحلة الأولى.

وكشف إحصاء أجراه مكتب إحصاءات خاص، بالتعاون مع شركة متخصصة في الاختبارات الإكلينيكية، عن تردّد التونسيين في قبول اللقاحات. إذ أكّدت نتائج الإحصاءات المعلن عنها أول من أمس أنّ 46 بالمائة من المواطنين يرفضون التطعيم، فيما تصل هذه النسبة إلى 35 بالمائة في صفوف الأطباء.

وقال الخبير لدى منظمة الصحة العالمية في مكتب تونس سهيل العلويني أنّ نتائج الإحصاء ليست دليلاً قطعياً عن عدم تقبل التونسيين للتلقيح، بقدر ما تعكس حالة قلق مجتمعي ومخاوف غير مثبتة علمياً من مضار قد تترتّب عن تلقي جرعات اللقاح.

وأكّد العلويني في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّ السلطات الصحية لم تقم بحملة الدعاية اللازمة لحملة التطعيم، ما يفسّر ضعف التسجيل على المنصة الإلكترونية المخصّصة لذلك، مرجّحاً أن ترتفع وتيرة الإقبال على طلب التلقيح مع بدء الحملة الوطنية المقررة منتصف الشهر الحالي.

ولكنّ الخبير لدى منظمة الصحة العالمية شكّك في نتائج الإحصاء المتعلّقة برفض 35 بالمائة من الأطباء تلقيهم اللقاح، مشيراً إلى أنّ مهنيي الصحة هم الأكثر اطلاعاً على المنشورات العلمية بشأن نجاعة اللقاحات وتسجيل الدول، التي بدأت حملات التطعيم، نتائج جيدة في محاصرة الفيروس والحدّ من عدد الوفيات.

وطالب سهيل العلويني بتكثيف الحملات الدعائية لزيادة المسجّلين على قوائم الانتظار وإنجاح حملة التطعيم التي تبدأها تونس قريباً، مشيراً إلى اقتراب وصول 96 ألفا و600 جرعة من لقاح فايزر، ستوجّه إلى تأمين حاجات القطاع الصحي الذي يواجه الجائحة في الخطوط الأمامية منذ شهر مارس/ آذار الماضي.

وكشف رئيس لجنة التلقيح وعضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، هاشمي الوزير، أنّ كلّ التونسيين معنيون بالتلقيح وفق الأولويات التي تمّ تحديدها من قبل اللجنة الوطنية للقاحات، التي أعطت الأولوية للمتقدّمين في السن وحاملي الأمراض المزمنة والخطيرة في مرحلة الأولى، غير أنّه سيتم استثناء النساء الحوامل والأطفال إلى حين تقدّم الدراسات العلمية المتعلّقة بعدم تأثير اللقاحات على هاتين الفئتين.

وأضاف الوزير لـ"العربي الجديد" أنّ اللقاحات المضادة لفيروس كورونا قد تشمل في مرحلة متقدمة كلّاً من الحوامل والأطفال، مشيراً إلى أنّه سيتم الإعلان عن ذلك في وقت لاحق.

المساهمون