شارك حشد من فلسطينيي الداخل في وقفة احتجاجية أمام سجن الدامون في حيفا، نصرةً للأسيرات الفلسطينيات. وأتى هذا التحرّك في سياق فعاليات يوم المرأة الفلسطينية الذي حلّ في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، وطالبوا بإطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات من سجن الدامون. لكنّ العلم الفلسطيني استفزّ المارة من الإسرائيليين، فتوجّهوا إلى موقع التحرّك الاحتجاجي، لكنّهم سرعان ما أُبعدوا.
الناشطة فخرية حميدية، من فلسطيني الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 الذين يشاركون في كلّ التحرّكات المناصرة للأسيرات الفلسطينيات، بحسب ما تقول. وتضيف حميدية: "يؤلمني جداً موضوع الأسيرات في سجن الدامون. بالتأكيد أنّ الأسيرات يمررنَ بأوضاع نفسية صعبة جداً و(يعانينَ من) إهمال طبي". وتتابع حميدية: "أنا ممرّضة، وقبل فترة شاركنا في جنازة هنا أمام سجن الدامون بسبب إهمال طبي طاول أسيرة. إهمال الأسيرات الطبي أثّر نفسياً بشكل كبير في نفسيتي. لذلك أنا مستعدة للبقاء هنا نصرة للأسيرات ولتقديم أيّ مساعدة. وآمل أن ينلنَ حريّتهنَ عن قريب".
من جهتها، تقول الناشطة السياسية سيرين جبارين: "بالتأكيد جئنا لنساند ونلتحم مع الأسيرات ونذكّرهنّ بأنّنا إلى جانبهنّ كلّ الوقت، ونقابل الوفاء بالوفاء. ولا ننسى أنّ الأسيرات يعمدنَ منذ أيام إلى إرجاع وجبات الطعام، احتجاجاً على الإهمال الطبي، وعلى ما يحصل مع الأسيرة إسراء جعابيص". وتشير جبارين إلى أنّهم في تحرّكهم يحتجّون على كلّ ما يحصل في السجن، مضيفة "ونحبّ أن نعلي من قيمة الأسيرة بمناسبة يوم المرأة الفلسطينية، وأن نضعها في الواجهة في كلّ العالم".
وفي سياق متصل، أصدر نادي الأسير الفلسطيني بياناً حمّل فيه "إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الصحي للأسيرة أزهار عساف، بعد تعرّضها الخميس الماضي لوعكة صحية نتجت جرّاء إهمال إدارة السجون وضعها الصحي ومماطلتها في نقلها إلى المستشفى".
وأضاف نادي الأسير في بيانه أنّ "الأسيرات، وفي أثر ما تعرّضت له الأسيرة عساف، نفّذنَ خطوات احتجاجية تمثّلت بإرجاع وجبات الطعام وإغلاق الأقسام". وأكّد أنّ "الأسيرات يواجهنّ أوضاعاً مأساوية وعلى مستويات عدة، بخاصة أنّ مجموعة منهنّ يُعانينَ من مشاكل صحيّة، وهنّ في حاجة إلى متابعة صحية حثيثة، ومن بينهنّ مجموعة من الجريحات".
وطالب نادي الأسير كلّ جهات الاختصاص بـ"ضرورة التّدخل من أجل الإفراج عن الأسيرة عساف"، خصوصاً أنّ الأسيرات واجهنَ في خلال هذا العام "فاجعة استشهاد رفيقتهم الأسيرة سعدية فرج الله، جرّاء تعرّضها لجريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء)".
تجدر الإشارة إلى أنّ الأسيرة عساف هي من بلدة الجيب في القدس المحتلة، وهي معتقلة منذ 11 سبتمبر/ أيلول الماضي، وتعاني من مشكلات صحية عديدة، أبرزها مشكلات عصبية، وأخرى في السمع والنظر، وهي تقبع إلى جانب 32 أسيرة أخرى في سجن الدامون.