تحديات أمام إغلاق المدارس شمالي سورية للحد من كورونا

18 ديسمبر 2020
قرار باعتماد التعلم عن بعد في الشمال السوري رغم النقص بالتقنيات الضرورية (Getty)
+ الخط -

باتت إجراءات مواجهة فيروس كورونا روتينية شمال غربي سورية، خاصة الإجراءات المتبعة للحد من انتشار الفيروس بين الطلاب في المدارس والجامعات، وكان آخر هذه الإجراءات القرار، الصادر عن وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة، باعتماد نظام التعليم عن بعد.

وجاء في القرار الصادر يوم الأربعاء 16 ديسمبر/ كانون الأول "حرصاً منا على سلامة أبنائنا الطلبة وكوادرنا التعليمية من الفيروس المعدي كورونا، ونتيجة لانتشار الوباء بشكل كبير، ودعماً للجهود الرامية إلى الحد من انتشاره، يحول التعليم من التعليم الفيزيائي إلى نظام التعليم عن بعد في جميع المدارس والمعاهد والجامعات العامة والخاصة، وذلك اعتباراً من السبت 19 ديسمبر/ كانون الأول 2020 ولغاية 15 يناير/ كانون الثاني 2021".

وعن آثار القرار وإمكانية تنفيذه، قال المدرس أسامة أبو البراء المقيم في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، إنه خلال الفترة الحالية "ليس هناك تعامل جدي في المؤسسات التعليمية لمواجهة فيروس كورونا والحد من انتشاره، كما لم يكن هناك نظام دوام موحد في كافة الجامعات والمدارس، فهناك جامعات، ومنها جامعة الشام العالمية، أغلقت أبوابها منذ أسابيع لمواجهة تفشي الفيروس، وخطت على خطاها بعض المدارس، ومن ناحية أخرى هناك مدارس وجامعات لم يتوقف الدوام فيها، ومنها جامعة حلب، الجامعات والمدارس لا تسير على نظام موحد".

وأكد المدرس أن هناك تراجعا ملحوظا في قضية تعاطي الأهالي مع قضية مواجهة فيروس كورونا، وهذا بدوره انعكس على الطلاب في المدارس والجامعات، حيث لا يوجد التزام حقيقي بطرق الوقاية، كارتداء كمامة أو الحفاظ على التباعد الإجتماعي، وهذا بدوره سيؤثر على الطلاب أيضاً، لذلك من الأفضل وجود خطة مدروسة ودقيقة تلزم الجميع بنظام عمل واحد في الشمال السوري، سواء من حيث الدوام المدرسي أو إغلاق المدارس أو إعادة افتتاحها.

ويرى الأهالي أن القرار غير مجد، وإيقاف المدارس سيكون له تداعيات سلبية في كافة مناطق شمال غربي سورية، نظراً لما يمر به الطلاب من ظروف معيشية صعبة تمنعهم من مواصلة التعليم عن بعد.

ومن بين المنتقدين للقرار ميرفت هبوش التي أوضحت أن هذه الخطوات ستنشر الفشل بين الطلاب، كون استيعاب الطالب في التعليم عن بعد يكون أضعف من استيعابه في التعليم الفيزيائي عندما يكون في مواجهة المدرس، وقرارات كهذه من شأنها إضاعة فرص التعليم على آلاف الطلاب، كون القسم الأعظم منهم ليس لديه إنترنت أو أجهزة للتعليم عن بعد، مطالبة بتوفير أدنى متطلبات التعليم عن بعد للطلاب.

في المقابل، أوضح مصطفى المحمد، المدرس من مدينة بنش، لـ"العربي الجديد"، أنه لا يمكن التقليل من أهمية إغلاق المدارس لمواجهة كورونا، لكن في الوقت ذاته الدوام في المدارس بدأ قبل نحو شهر ونصف، وقرار الإغلاق يجب أن يكون بعد دراسات تثبت أن المدارس هي حلقة رئيسية في تفشي فيروس كورونا، ففي الوقت الذي تغلق فيه المدارس، هناك أسواق تعاني الازدحام وكذلك المطاعم، كما أن حملات التوعية تراجعت بشكل كبير.

وتابع المحمد "كانت هناك حملات توعية وسيارات متنقلة تذّكر الأهالي بخطر فيروس كورونا، وهذا الأمر قد تراجع اليوم، من الممكن متابعة الدوام المدرسي وفق خطة العام الدراسي الروتينية، كون الطلاب يكفيهم ما مروا به خلال السنوات الماضية، فبدلاً من الإغلاق يمكن البحث عن حلول، كتقسيم الدوام المدرسي وإلزام الطلاب والكوادر بالتعقيم والتباعد الاجتماعي، وغيرها من الخطوات التي قد تفيد، ليخرج الطلاب بأقل الخسائر".

وواجهت العملية التعليمية في مناطق شمال غربي سورية العديد من النكسات، منها نزوح الطلاب وتنقلهم المستمر، وقصف النظام وروسيا لمدارسهم، وفي الوقت الحالي يعانون من المشاكل التقنية التي تحول دون إمكانية تلقي التعليم عن بعد، في الكهرباء والإنترنت والأجهزة الذكية.

المساهمون