عادت الاشتباكات المسلحة ضمن ما تُعرف بـ "الدكات العشائرية" في مدينة البصرة، جنوب العراق، بعد نحو شهر من انحسار هذه الظاهرة وتراجعها بسبب استضافة المدينة لبطولة كأس "خليجي 25".
وتشهد البصرة منذ ليلة أمس الإثنين، معارك مسلحة بين عشيرتين وفي أكثر من منطقة موزعة ضمن الجانب الشمالي منها، وتستخدم العشائر الأسلحة المتوسطة والخفيفة، أدت إلى مقتل شخصين، فيما أقدم بعض عناصر هذه العشائر على طرد عناصر الجيش ومنعهم من التدخل لحل النزاعات.
وأظهرت مقاطع مصورة تداولتها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مصابين جرى نقلهم إلى المستشفيات، ورصاصا كثيفا في سماء منطقة الكرمة شمال البصرة، فيما أشارت مصادر محلية من المدينة، إلى أن "النزاع المسلح الذي وقع أم، كان مؤجلاً بين المتنازعين إلى حين انتهاء البطولة".
من جهته، قال الناشط والصحافي من البصرة مصطفى العيداني، إن "بعض العشائر التي لا تخضع لإرادة القانون عادت لممارسة المشاكل والنزاعات المسلحة في ما بينها، وإنها تستمر في خرق القانون وتهديد أي قوة أمنية تسعى إلى التدخل وحل النزاعات".
وأضاف العيداني لـ"العربي الجديد"، أن "النزاعات التي حدثت ليلة أمس في الكرمة، تسببت بمقتل شخصين، أحدهما كان مسلحا وهو ينتمي لطرف من طرفي النزاع، والثاني مدني كان يتبضع من سوقٍ قريب"، مبيناً أن "الحكومة مطالبة بالتدخل لإنهاء هذه النزاعات سواء عبر التفاهم أو بالقوة لأنها تهدد المجتمع".
من جهته، بيَّن أبو طارق، وهو من أهالي الكرمة، أن "بعض النزاعات العشائرية دخلت في هدنة خلال الفترة الماضية، في سبيل منع أي مشاكل أمنية بالتزامن مع انطلاق بطولة خليجي 25"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومة المحلية في البصرة كانت تعلم بأن بعض النزاعات العشائرية تأجلت، وقد باركت هذا التأجيل، لكنها لم تتدخل في سبيل حل النزاع".
وكان العراق في وقتٍ سابق قد عدّ "الدكّات العشائرية" والنزاعات المسلحة بين العشائر من الجرائم الإرهابية، مشدداً على ضرورة التعامل مع مرتكبيها بحزم، بحسب ما جاء في بيان لمجلس القضاء الأعلى في البلاد، الذي أوضح أنّ المادة الثانية من قانون مكافحة الإرهاب، الذي أُقرّ في عام 2005، تنصّ على أنّ التهديد الذي يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس، أياً كانت بواعثه، يُعَدّ من الأفعال الإرهابية.