تاريخ طويل من الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية

02 مايو 2024
طلاب محتجون في جامعة كولومبيا (إميلي بيرسكي/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في الولايات المتحدة، أكثر من 50 جامعة شهدت احتجاجات داعمة لفلسطين ووقف الحرب على غزة، معظمها من "جامعات النخبة" ضمن 5300 مؤسسة تعليمية، ما يبرز تنوع الحراك الطلابي.
- جامعات بارزة مثل كولومبيا وهارفارد تعد مراكز للتميز الأكاديمي والبحثي، وتلعب دورًا كبيرًا في الحركات الطلابية النشطة، خاصة في قضايا مثل القضية الفلسطينية.
- الاحتجاجات الطلابية تعكس الدور النشط للطلاب في الحركات الاجتماعية والسياسية، مؤكدة على أهمية الحرم الجامعي كمنصة للتعبير عن الرأي والمشاركة في القضايا العامة.

تتباين الإحصاءات الخاصة بعدد الجامعات الأميركية التي تشهد احتجاجات داعمة لوقف الحرب في غزة وإنهاء احتلال فلسطين، ووفق شبكة بلومبرغ، فقد تجاوز العدد 50 مؤسسة تعليمية كبرى، وكان لافتاً أن موجة الاحتجاجات الحالية بدأت من داخل أعرق الجامعات، أو ما يطلق عليه "جامعات النخبة".

وتضم الولايات المتحدة عدداً كبيراً من الجامعات، من بينها العديد من الجامعات المرموقة دولياً، ويصل عدد الجامعات والكليات والمعاهد الجامعية الأميركية، إلى ما يقارب من 5300 بحسب إحصاء لمركز numeneduservices الأميركي.

جامعة كولومبيا

تأسست الجامعة الخاصة في عام 1754، وهي تصنف في المرتبة 12 ضمن أفضل الجامعات الأميركية، وتتجاوز رسومها الدراسية 65 ألف دولار سنوياً، وتشتهر بقيمها الأكاديمية وباحثيها العالميين، ويتم تصنيف العديد من برامج الدراسات العليا فيها ضمن الأفضل على المستوى الوطني من حيث الإنتاجية البحثية، كما يقدم مختبر كولومبيا للابتكار السريري حلولاً مبتكرة في مجال الرعاية الصحية، وتضم مكتبة كبيرة تحتوي على أكثر من 12 مليون كتاب، وما يقارب 3 ملايين كتاب رقمي.
وتخرج من جامعة كولومبيا ثلاثة رؤساء أميركيين أخرهم باراك أوباما، وخمسة من مؤسسي الولايات المتحدة، و37 من رؤساء الدول وقادة الحكومات في العالم، إضافة إلى آلاف من الشخصيات البارزة في مجالات متعددة.
ويشهد تاريخ الجامعة على موجات متعددة من الاحتجاجات الطلابية، من بينها التظاهر رفضاً لسياسة الفصل العنصري في الولايات المتحدة، وضد حرب فيتنام حين تركزت  المطالب على ضرورة قطع العلاقات بين الجامعة ومركز التحليلات الدفاعية الأميركية الذي كان يبحث تطوير الأسلحة للمجهود الحربي، وأدت تلك الاحتجاجات إلى تنشيط الحركة الطلابية، قبل أن تقود جامعة كولومبيا أخيراً موجة الاحتجاجات الرافضة للحرب على غزة.

جامعة هارفارد

تعتبر واحدة من أبرز الجامعات العالمية، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1636، وتعد أقدم جامعة أميركية، وتصنف باعتبارها أفضل الجامعات الوطنية، وتبدأ الرسوم الدراسية فيها من 59 ألف دولار سنوياً، وتضم 10 كليات إضافة إلى معهد رادكليف للدراسات المتقدمة، كما تضم أكبر نظام مكتبات أكاديمية في العالم يحتوي على 18 مليون مجلد وما يقدر بـ400 مليون مخطوطة و10 ملايين صورة فوتوغرافية.
وتضم قائمة خريجي جامعة هارفارد ثمانية رؤساء أميركيين من بينهم جورج بوش، والعديد من رؤساء دول العالم، وتخرج منها ما يقارب 600 عالم في مختلف المجالات، وحاز عدد منهم على جوائز عالمية، من بينهم نحو 150 من الحائزين على جوائز نوبل.
وتشهد الجامعة احتجاجات مؤيدة للقضية الفلسطينية منذ أكثر من 50 عاماً، وفي أبريل/نيسان 1969، شهدت احتجاجات طلابية واسعة رافضة للحرب على فيتنام، وبعدها قامت الجامعة بصياغة بيان جديد يتعلق بحقوق ومسؤوليات الطلاب فيما يخص الاحتجاجات والتظاهرات، وفي أواخر التسعينيات، أطلقت الحركة العمالية الطلابية احتجاجات تطالب بتحسين أوضاع موظفي الجامعة المادية.

جامعة جورج واشنطن

تأسست في عام 1821، وتم تصنيفها في المركز 67 على المستوى الوطني، ويبلغ معدل رسومها الدراسية 65 ألف دولار سنوياً، وتتميز العديد من كلياتها بتاريخها العريق، وتعتبر كلية الحقوق فيها واحدة من أبرز كليات الحقوق العالمية، كما تعتبر كلية الطب الأقدم في الولايات المتحدة.
وبحسب شبكة " بي بي سي" البريطانية، تخرج من جامعة جورج واشنطن العددي من السياسيين الأميركيين، من بينهم أربعة نواب في الكونغرس الحالي وعضو في مجلس الشيوخ، ومن بين خريجيها السيدة الأولى السابقة جاكلين كينيدي.
وبدأت الاحتجاجات في حرم الجامعة منذ بداية الحرب على قطاع غزة، وشهدت مناوشات عديدة بين الطلاب والشرطة، والتي تسعى إلى تفكيك الاعتصام الكبير القائم داخل الجامعة بشتى الطرق.

تواصل الشرطة الأميركية محاولات قمع طلاب الجامعات (بروبال راشد/Getty)
تواصل الشرطة الأميركية قمع طلاب الجامعات (بروبال راشد/Getty)

جامعة ييل

تأسست الجامعة البحثية الخاصة في عام 1701، وهي ثالث أقدم مؤسسة جامعية أميركية، وواحدة من الكليات التسع التي تم تأسيسها قبل الثورة الأميركية، وتصنف كواحدة من أفضل 5 جامعات في الولايات المتحدة، وتصل رسوم الدراسة فيها إلى نحو 65 ألف دولار سنوياً.
من أبرز خريجي الجامعة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، وزوجته هيلاري كلينتون، وعدد من الحائزين على جائزة نوبل مثل الفيزيائيين أرنست لورانس (1939) وموراي جيلمان (1969)، والكيميائيين جون بي. فين (2002) وبريان كوبيلكا (2012)، وتشتهر في مجال دراسة القانون والحقوق.
وتشهد الجامعة حالياً احتجاجات داعمة للفلسطينيين، ويطالب الطلاب المحتجون بوقف الحرب على غزة، وسحب استثمارات الجامعة من مصانع الأسلحة التي تتعامل مع إسرائيل.

جامعة جنوب كاليفورنيا

تأسست الجامعة الخاصة في عام 1880، وتصنف في المرتبة 28 على المستوى الوطني، ويصل معدل رسومها السنوية إلى 68 ألف دولار، وتضم الجامعة نحو 19,500 طالب جامعي و26,500 طالب دراسات عليا، ويبلغ عدد خريجيها نحو 450 ألفاً، بحسب موقعها الرسمي، وتشتهر ببرامجها الأكاديمية المرموقة، كما تعرف بمدرستها الخاصة للفنون السينمائية إلى جانب كلية مارشال للأعمال ذات التصنيف العالي، وكلية أننبرغ للصحافة والاتصال الجماهيري.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإنه نادراً ما كانت الجامعة تحظى بمستوى النشاط الاحتجاجي الطلابي الذي تشهده الجامعات الأخرى، لكنها رغم ذلك شهدت تحركات اجتماعية ووقفات احتجاجية عدة، من أشهرها التظاهرات على مقتل جورج فلويد على يد ضباط الشرطة في ولاية مينيسوتا، في عام 2020، وفيما يخص الحرب على غزة، ألغى مسؤولو الجامعة حفلاً كان من المقرر أن يلقي فيه أحد الطلاب الفلسطينيين كلمة بحجة المخاوف الأمنية.

جامعة برينستون

تأسست الجامعة في عام 1746، وهي توفر لطلابها الموارد الأكاديمية التي تؤهلهم لشغل مناصب قيادية، والتحق بها في العام الدراسي الأخير 8816 طالباً، من ضمنهم 3212 طالب دراسات عليا، ولدى الجامعة قائمة بارزة من الخريجين تشمل السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما، ورئيس المحكمة العليا السابق أوليفر إلسورث، ومؤسس أمازون جيف بيزوس، ورائد الفضاء وقائد المركبة "أبولو 12" بيت كونراد.

في أربعينيات القرن العشرين شكلت مجموعة من الطلاب البيض "الاتحاد الليبرالي" الذي ناضل من أجل قبول الطلاب السود في الجامعة، وأدانوا بشدة سياسات القبول العنصرية، وعلى مر السنين، احتج طلاب برينستون على سياسات الجامعة، وفي عام 1978، قاموا باعتصام كبير ضد استثماراتها في جنوب أفريقيا في ظل نظام الفصل العنصري.
في التسعينيات، طالب الطلاب اللاتينيون والآسيويون بالتوسع في الدراسات العرقية، وفي عام 2009، تم إنشاء برنامج الدراسات اللاتينية، وفي عام 2018، تم إنشاء برنامج الدراسات الأميركية الآسيوية.

جامعة نيويورك

تأسست في عام 1831، وهي أكبر جامعة بحثية خاصة في الولايات المتحدة، وتضم الكثير من المراكز البحثية لتلبية احتياجات طلابها البالغ عددهم نحو 65000 طالب وتنفق 1.27 مليار دولار سنوياً على الأبحاث، ما يجعلها تصنف كواحدة من أفضل الجامعات العالمية. 
وشكل حرم الجامعة على مدار تاريخها مركزاً للاحتجاجات باعتبارها مركزاً للحركات الاجتماعية والسياسية التقدمية، وشهدت احتجاجات واسعة ضد حرب فيتنام، وأدت التظاهرات الطلابية في أعقاب اغتيال مارتن لوثر كينغ في عام 1968، إلى تغييرات في طريقة التعامل مع الطلاب الأميركيين من أصل أفريقي، وتشهد الجامعة حالياً احتجاجات داعمة للفلسطينيين.

جامعة تكساس

يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1883، ويختارها طلاب الدراسات العليا لسمعتها المتميزة والتزامها البحثي، وتتميز بهيئة تدريسية حاصلة على عدد كبير من جوائز نوبل، وبوليتزر، ومن ضمن كادرها التعليمي الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء جون جوديناف، ومن بين أبرز خريجيها الحائز على جائزة أوسكار ماثيو ماكونهي، وعالم الفيزياء الفلكية نيل ديغراس تايسون.
وشهدت الجامعة العديد من الاحتجاجات الطلابية، خصوصاً في الستينيات والسبعينيات، بسبب الحرب على فيتنام، والحقوق المدنية، والتمييز العنصري، والقضايا البيئية عديدة، وشهدت مؤخرا حراكا داعماً للقضية الفلسطينية.

المساهمون