أطلق اتحاد بلديات قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، نداء استغاثة من أمام مقر الأمم المتحدة غربي مدينة غزة، دعا خلاله المجتمع الدولي إلى ضرورة إنقاذ البلديات قبل الانهيار.
وطالبت البلديات في الوقفة، التي تزامنت مع وصول المنخفض الجوي إلى غزة، برفع الحصار الإسرائيلي، وتجنيب السُكان ويلاته، كما دعت الاحتلال والدول المانحة إلى إدخال المُعِدات والآليات للبلديات، والبدء الفوري بعملية إعادة إعمار ما دمره الاحتلال.
وبدأت الفعالية التحذيرية بمسيرة لعُمال وآليات البلديات، انطلقت من دوار حيدر عبد الشافي، وصولًا إلى مكان انعقاد المؤتمر، وقد رفع المشاركون مطالبات، ومنها "معدات البلدية قديمة ومتهالكة بفعل الحصار"، "16 عاما من الحصار تكفي"، "50 مليون دولار حاجة قطاع غزة لإعادة إعمار أضرار البنية التحتية المُدمرة في عدوان 2021"، "أزمة الكهرباء وشح الوقود، ينعكسان سلباً على قدرة البلديات في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين".
وقال نائب رئيس اتحاد بلديات قطاع غزة علاء البطة، إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عرقلة ومنع إدخال المستلزمات والمعدات والآليات اللازمة للمؤسسات الخدماتية العاملة، ولا سيما البلديات التي تقدم خدمات أساسية لما يزيد على مليوني نسمة، الأمر الذي انعكس سلباً على قدرتها على تقديم الخدمات وضمان توفيرها للمواطنين، في ظل شح التمويل وقلة الدعم المالي.
وشدد البطة على أن الحصار الإسرائيلي المُشدد، والذي يرزح تحته قطاع غزة منذ 16 عامًا، ألقى بظلال كارثية على كافة مناحي الحياة، فيما يُعتبر قِطاع البلديات من أكثر القطاعات تأثراً بفعل الحصار والاعتداءات الإسرائيلية، إذ ظلت طيلة الأعوام الماضية تُكافح وتحاول الصمود أمام تحديات كبيرة، وأهمها تهالك أسطول الآليات، وتفاقم أزمة الكهرباء، وشح الوقود.
وأوضح البطة أن الحصار الإسرائيلي تسبب بكوارث إنسانية واقتصادية وبيئية، وقد رافقته على مدار تلك السنوات الطِوال اعتداءات عسكرية إسرائيلية مُتكررة، ومُستمرة لم ترحم البشر أو الحجر أو الشجر، ما فاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، علاوة على ما تشهده المنطقة من تغيرات مناخية.
ودعا البطة المجتمع الدولي والمنظمات والجهات المعنية بالتراجع عن قرار وقف عدد من المنح المالية والمشاريع الخارجية، والتي أثرت بدورها على قطاع البلديات، وذلك لمنع وقوع كارثة إنسانية وبيئية جراء تفاقم الأزمات، مُطالِبا العالم بسُرعة إنهاء تبعات العدوان الإسرائيلي الذي طاول البُنى التحتية في غزة.
وطالب بتسريع عملية إعادة الإعمار، وخاصة للبنى التحتية، مُضيفًا: "لن نتخلى عن مسؤولياتنا، وسنكافح بكل ما أوتينا من جهد وقوة، وسنطرق كل الأبواب من أجل خدمة الشعب، وضمان تقديم الخدمات الأساسية وتحسين جودتها".
من جانبه؛ أوضح المتحدث باسم لجنة الطوارئ في بلدية غزة حُسني مهنا، أن نداء الاستغاثة للمجتمع الدولي، والمؤسسات ذات العلاقة يأتي بعد مرور 16 عامًا من الحصار الإسرائيلي المُطبق على قطاع غزة، وما زال يُفاقم من الأوضاع الإنسانية، والأزمات الحياتية.
وقال مهنا، لـ"العربي الجديد" على هامش الوقفة، إن اتحاد البلديات، وعددها 25 بلدية، أطلق اليوم صرخة عاجلة ومدوية، للإعلان للعالم أن الأوضاع الإنسانية في القِطاع المُحاصر باتت مُهددة بشكل كبير، في ظل تفاقم الأزمات.
وأوضح مهنا أنّ البلديات تُعاني من شُح في الوقود، واستمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي، وقِلة الدعم الوارِد إليها، إلى جانب منع دخول المُعدات الثقيلة اللازمة للعمل الميداني، وعمليات إعادة البناء وإعمار البنية التحتية المُدمرة.
ويوضح الناطق باسم لجنة الطوارئ أن بلديات قطاع غزة بحاجة إلى نحو 50 مليون دولار لتحسين واقع عملها، وتذليل العقبات التي تعترضها، داعيًا المجتمع الدولي للتدخل العاجل، والوقوف أمام مسؤولياته، وإلزام الاحتلال الإسرائيلي برفع الحصار، وإدخال المُعدات والأدوات اللازمة لعمل البلديات، وتقديم الخدمات.