طالب رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الثلاثاء، بالعمل من المنازل كلما أمكن ذلك، وأمر بإغلاق الحانات والمطاعم مبكرا، في محاولة لمواجهة الموجة الثانية سريعة الانتشار من تفشي فيروس كورونا.
وحذر علماء الحكومة من زيادة معدل الوفيات في حال عدم اتخاذ إجراء عاجل، وقال جونسون إن القيود الجديدة في إنكلترا قد تستمر لستة أشهر، إلا إنه لم يصل إلى حد معاودة فرض إجراءات العزل العام بشكل تام.
وأضاف أمام البرلمان عقب اجتماعات طارئة مع وزراء وقادة الحكومات المفوضة في المملكة المتحدة: "يؤسفني أن أقول إننا وصلنا كما حدث في إسبانيا وفرنسا ودول كثيرة أخرى، إلى نقطة تحول خطيرة".
وبعد أسابيع فقط من حث الناس على بدء العودة إلى أماكن العمل، نصح جونسون موظفي الأعمال المكتبية بالبقاء في المنازل إذا كان بإمكانهم ذلك. وأمر بإغلاق كل الحانات والمطاعم وأماكن الضيافة الأخرى في الساعة العاشرة مساء اعتبارا من يوم الخميس، مع السماح فقط بتقديم خدمات الطعام والشراب على الطاولات.
وقال إنه سيتم فرض الكمامات في المزيد من الأماكن، إذ ستصبح إلزامية لموظفي الحانات وعمال المتاجر وسائقي سيارات الأجرة، مع فرض غرامات على الشركات التي تنتهك القواعد، وسيتم الالتجاء إلى أساليب أشد صرامة لتطبيق القواعد وإنفاذها على غير الملتزمين.
لكن رغم ذلك، ستظل أبواب المدارس والجامعات مفتوحة، وأكد رئيس الوزراء أنه "لا يوجد شيء أكثر أهمية من تعليم وصحة ورفاهية شبابنا، مع ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الفيروس".
وبخصوص حفلات الأعراس، سمح بحضور 15 شخصا كحد أقصى، بينما سمح بحضور 30 شخصا في الجنازات. كما تقرر تمديد قاعدة الستة لتشمل الفرق الرياضية الداخلية، وألغى إعادة الفتح المرحلي لملاعب الأندية الرياضية
بدوره، قال زعيم حزب العمال، السير كير ستارمر، إن حزبه يؤيد الإجراءات الأخيرة للحكومة، لكن قد يشعر الناس بالقلق لأن الحكومة لا تملك استراتيجية، وأكمل أنّه "منذ فترة تم تشجيع الناس على العمل من المكتب، واليوم يتم إخبارهم بالعكس. إننا نشهد أزمة وطنية، لكننا بحاجة إلى قيادة واضحة".
وفي رده على أسئلة النواب، أكد جونسون، أنه ستتاح لهم الفرصة لمناقشة الإجراءات الجديدة خلال الأسبوع المقبل، وقال إن الوزراء سيراجعون القيود إذا تمكن الناس من القيام بما قاموا به من قبل للمساعدة في السيطرة على انتشار الفيروس.
وسجلت المملكة المتحدة 4368 إصابة جديدة بكورونا أمس الاثنين، وحذر مستشارا الحكومة البروفيسور كريس ويتي، والسير باتريك فالانس، من أن المملكة المتحدة قد تشهد 49 ألف إصابة يوميًا بحلول منتصف أكتوبر/تشرين الأول.
وحذر جونسون من إمكانية فرض مزيد من القيود إذا لم تنجح الإجراءات الجديدة. وقال: "لن نصغي لمن يقولون دعوا الفيروس ينتشر، ولا لمن يطالبون بإغلاق دائم. نحن نتخذ خطوات حاسمة وملائمة بهدف تحقيق التوازن بين إنقاذ الأرواح وحماية الوظائف وسبل العيش".