بحثاً عن الخير وسط أزمات العالم

14 ابريل 2022
في مترو كييف مع كلبها (فاضل سنّا/ فرانس برس)
+ الخط -

يُشعر الانتشار الواسع للمعلومات في كل مكان الجميع بأن العالم يزداد سوءاً، فجائحة كورونا العالمية كانت مروعة وأودت بحياة ملايين، وأغلقت عملياً كل بلد في الكوكب، وهناك مؤشرات لخروج التغيّر مناخي عن السيطرة مع احتمال حصول عواقب وخيمة، وآثار غير طبيعية لحرب وحشية مدمرة أطلقت في أوروبا.
ومع تزايد الوعي بعدم الاستقرار في عالم مقلق للغاية، يشعر كُثر بتحدي الأمن الوجودي، وربما بفراغ معنى الحياة، في ظل النقص في المعاني المرغوبة، وعدم القدرة على فهم الذات والعالم بطريقة مرضية، في وقت يجب أن يجد الشخص طريقة كي يستطيع التفكير والإحساس بمصطلحات ذات مغزى واسع لجعل وجهات النظر قابلة للحياة. 
ينقل موقع "سايكولوجي توداي" عن عالم النفس الاجتماعي روي بوميستر قوله إن "الأحداث المهددة تزعزع العوامل الأساسية الأربعة التي تساهم في المعنى البشري، وهي الهدف والقيمة والفعّالية وتقدير الذات". ويشرح أنّ صنع المعنى يدور حول فهم العالم، وجعله متماسكاً للعيش حياة بطرق هادفة ومهمة، وتحدث فرقاً، موضحاً أنّ "الإحساس بالمعنى والهدف يتشابكان لدى أشخاص كُثر مع افتراضهم أن أحداث الحياة تحدث لأسباب مقصودة، كجزء من خطة كونية أكبر، وأن الكون نفسه له هدف، علماً أنّ الإيمان بعالم هادف منتشر ليس فقط لدى المؤمنين الدينيين التقليديين".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

ويرى بوميستر أنه "فيما يهتم الشخص العادي تحديداً بالإدراك الأساسي لأحداث العالم الفظيعة حالياً، يصعب بشكل متزايد جعل كل هذا الإدراك مفهوماً ومتماسكاً في إطار الاعتقاد بعالم خيّر"، لكنه يستدرك بأن "العلم والتحليل التاريخي الدقيق والعقلاني للأحداث السابقة يخلق رؤية ذات حدود واسعة تسمح بفهم العالم والبشرية باستنتاجات متفائلة بحذر وواقعية في الوقت ذاته".
ويتابع: "هناك سبب يدعو إلى التفاؤل الحذر بشأن مسار تاريخ البشرية ومستقبلها، رغم أنها قد تكون حالة أشبه بخطوتين إلى الأمام، وخطوة إلى الوراء، وصولاً إلى مزيد من التعاون والرحمة والعقلانية بشكل تدريجي. ورغم أنّه لا ضمان بأنّ العنف سيتراجع، وأن الأخلاق ستزداد، يظهر الاتجاه الأطول للتاريخ تحركه نحو عالم أكثر سلاماً ورعاية، ربما بشكل متردد، لكن نهائي. وهناك فرصة عادلة لاستمرار هذا الاتجاه في ظل مجتمعات علمانية حديثة ومترابطة ومتعددة ثقافات وديمقراطية، رغم استمرار احتمال حصول انعكاسات مروعة مؤقتة".

المساهمون