كشفت وزارة الهجرة العراقية، الثلاثاء، عن عودة دفعة جديدة من الأسر العراقية المقيمة في مخيم الهول السوري الخاضع لسيطرة مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وذلك بعد اجتيازها التدقيق الأمني والتأكد من سلامة موقفها قضائيا.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تصعيد بعثة الأمم المتحدة في العراق، خلال الأيام الخمسة الأخيرة، من حراكها لتسريع آلية إعادة العائلات العراقية الموجودة في المخيم وإخضاعها لبرامج تأهيل واسعة.
ويقيم في المخيم الآلاف من أسر مسلحي تنظيم "داعش"، وآخرون من الأسر العالقة في مناطق شمالي وشمالي شرق سورية، قسم كبير منهم كانوا يحاولون الوصول إلى الأراضي التركية عبر سورية قادمين من العراق.
ومساء الثلاثاء، تحدثت وزارة الهجرة العراقية عن عودة 153 أسرة جديدة للبلاد، بعد اجتيازهم التدقيق الأمني، مؤكدة استمرارها في عملية إعادتهم إلى مناطقهم الأصلية.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) عن مدير عام وزارة الهجرة، علي عباس، تأكيده أن مجموع من عاد من العراقيين المتواجدين في مخيم الهول 603 عائلات، من بينهم 450 عائلة عادت كدفعة أولى، ثم 153 عائلة تم نقلهم مؤخرا للعراق.
وأضاف أن "الوزارة لا تملك أرقاما دقيقة بعدد المتواجدين في مخيم الهول، لأنه خارج سيطرة الدولة العراقية"، مبينا أن "عملية دخول وخروج العوائل تخضع لـ"قوات سورية الديمقراطية"، وبالتالي لا يمكن حصرها، ولكن التقارير تتحدث أن الأفراد كانوا أكثر من 30 ألف شخص"، مؤكدا أن "عملية العودة مستمرة بحسب الجدولة الزمنية التي وضعتها الأجهزة الأمنية العليا".
وأشار إلى أن "الذين تم نقلهم في المرحلة السابقة خضعوا لبرامج ومشاريع تأهيل نفسية ومجتمعية، اشتركت فيها عدة مؤسسات ومنظمات دولية، أثمرت عن دمج أكثر من 200 عائلة في مناطقها الأصيلة، بعد رفع كل التحديات على المستويات؛ القانوني والاجتماعي والعشائري".
وأكد عباس: "نحن ماضون ضمن تشكيل لجنة عليا، لأجل عودة العوائل النازحة طوعياً بعد إجراءات أمنية وتدقيقية من قبل الأجهزة الأمنية".
وأمس الثلاثاء، بحث مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، مع السفير الفرنسي في بغداد، إيريك شوفاليه، ملف خطورة بقاء مخيم الهول السوري، وفقا لبيان صدر عن مكتب الأعرجي، قال فيه إن "اللقاء شهد استعراض العلاقات الثنائية بين بغداد وباريس، وسبل تعزيزها في المجالات والقضايا التي تهم البلدين، فضلا عن بحث الوضع الإقليمي والدولي، وخطر بقاء مخيم الهول السوري".
وأكد الأعرجي للسفير الفرنسي أن تنظيم "داعش" الإرهابي ما زال يشكل خطرا، وعلى العالم أن يستمر في مواجهة هذا الخطر، تعزيزا للأمن والاستقرار العالمي".
ويعيش في مخيم الهول نحو 30 ألف عراقي، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السنّ، علماً أنّ قسماً كبيراً منهم لجأ إلى سورية من المدن العراقية الحدودية بقصد الانتقال من هناك إلى تركيا، أو أجبرهم تنظيم "داعش" على الخروج من المناطق التي خسرها إلى أخرى في مدن سورية.