تعدّ الحناء من التقاليد المتوارثة عبر الأجيال المتعاقبة في النوبة بمصر، وتتزين بها النساء والطفلات وكبيرات السن كذلك، في العديد من المناسبات.
" لازم المرأة النوبية تكون متحنية بصفة دائمة".. بهذه العبارة لخصت النوبية رويدة محمود شيبة، التي تعمل بنقش الحناء، أهمية هذه الزينة للنساء النوبيات، جنوبي مصر.
والحناء هي إحدى وسائل الزينة التقليدية غير المكلفة، غير أنّ لها سحرا خاصا، يجعل نقوشها ورموزها وألوانها تخطف الأنظار، وتدخل البهجة والسرور إلى القلوب.
وفي المجتمع النوبي تحرص الأسرة على رسم الحناء على يد الطفلة في شهورها الأولى بعد الولادة، تطبيقاً للعادات والتقاليد المتوارثة منذ مئات السنين، بحسب رويدة "الحنانة"، مشيرة إلى أن المرأة العجوز تحرص أيضا على وضع الحناء.
ووفقا لرويدة، فإنّ الحناء عدة أنواع، ويشتهر في النوبة نوعان منها، الحمراء والسوداء، أما الأولى فإنها مخصصة للأعياد واحتفالات الولادا، بينما الثانية تستخدم أكثر في الأفراح لنقش العروس وقريباتها وصديقاتها.
وتوضح المتحدثة أنّ الخامات والرسم أهم ما يميز الحناء النوبية، فالحناء الحمراء عبارة عن خليط من مادة الحناء البلدية يضاف إليها الزيت وماء الورد والسكر والقليل من الماء، وتوضع على قدمي ويدي العريس قبل الفرح، كما تضعها والدته أيضاً.
وتضع العروس النوبية الحناء السوداء التي تضاف إليها صبغة كي تعطي لوناً غامقاً، وترسم نقوشاً كبيرة ومختلفة على يديها ورجليها، إضافة إلى أجزاء متفرقة من جسدها، أما باقي الفتيات فيرسمن رسومات بسيطة ورقيقة على كف اليد فقط.