بدأت مؤسسة المياه في الحسكة بضخّ مياه الشرب في اتجاه المدينة، بعد انقطاع دام ستّة أشهر بسبب توقّف ضخّ المياه من محطة مياه علوك الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية. وقد تأكّد "العربي الجديد" في الحسكة، اليوم الجمعة، من وصول المياه إلى أحياء المدينة بعد الانقطاع الطويل.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) التابعة للنظام عن مدير مياه الحسكة المهندس محمود عكلة قوله إنّ خزّانات التجميع الأساسية في محطة الحمة عُبّئت من المياه الواردة من محطة آبار علوك عقب تشغيلها، وذلك بعدما كان الجانب التركي قد أوقف الضخّ في مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2022 الماضي. وأشار عكلة إلى أنّ وارد المياه عبر خطوط نقل المياه من علوك إلى الحمة ما زال ضعيفاً بسبب عدم تشغيل عدد كاف من المضخات الأفقية.
وأوضح العكلة أنّ "تشغيل المحطة جاء بعد جهود حكومية كبيرة تكاملت مع دور المنظمات الإنسانية وفرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري إلى جانب دور الوسيط الروسي".
وتُعَدّ محطة علوك المصدر الرئيسي لمياه الشرب لنحو مليون شخص موزّعين في منطقة الحسكة والتجمّعات السكنية على طول خطّ الجرّ ما بين محطة علوك ومدينة الحسكة.
من جهته، قال الرئيس المشارك لمديرية مياه الشرب في الحسكة والتابعة للإدارة الذاتية في شمال شرق سورية عيسى يونس لوكالة "نورث برس" إنّه بحسب الوسطاء والمعلومات الواردة فقد شُغّلت 19 بئراً في المحطة وأربع مضخّات من أصل 30 بئراً وثمانية مضخّات أفقية، لكنّ المعطيات تبيّن أنّ هذا الرقم غير دقيق نتيجة ضعف الضخّ الواصل إلى الحسكة.
وشرح يونس أنّه بعد وصول كميات من المياه من محطة آبار علوك إلى محطة الحمة، بدأت عملية ضخّ المياه في اتّجاه بلدة توينة لساعات عدّة بصورة طارئة لتبدأ بعد ذلك عملية الضخّ في اتّجاه حيّ النشوة جنوبي الحكسة وجنوب غربيها.
وتقع محطة مياه علوك على بعد خمسة كيلومترات غربي رأس العين وتضمّ 50 بئراً للمياه، فيما عملية ضخّ المياه ترتبط بوصول التيار الكهربائي إلى المحطة من مصدرَين رئيسيَّين هما سدّ تشرين في ريف الرقة وبلدة السويدية في أقصى شمال شرقي الحسكة من ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وفي الأعوام الأخيرة، عانت مدينة الحسكة من جرّاء انقطاع المياه عنها وعن جزء من ريفها، وذلك مذ سيطرت القوات التركية والفصائل المسلحة المدعومة من قِبَلها على مدينتَي تل أبيض في ريف الرقة ورأس العين في ريف الحسكة في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2019، في عملية أُطلق عليها اسم "نبع السلام" في ذلك الوقت.