المغرب: هوة من دون تجسير

21 ديسمبر 2021
ضغوط على التعليم العالي في المغرب بعد مرحلة البكالوريا (Getty)
+ الخط -

أنهى طلاب البكالوريا (الثانوية العامة) في المغرب عامهم الدراسي على مدى دورتين، شارك فيهما أكثر من نصف مليون طالب وطالبة، وسط تدابير استثنائية فرضها للعام الثاني على التوالي تفشي فيروس كورونا في البلاد، وتدابير أخرى لمواجهة "وباء" الغش. وتوجه الذين تمكنوا من تدبير مقاعد لهم في الجامعات والمعاهد إلى مرحلة تعليمية مختلفة عن تلك التي عبروها قبلاً. ولا شك أن مؤسسات التعليم العالي في العاصمة والمحافظات ستواجه ضغوطاً شديدة لاستيعاب ما تستطيعه من طلاب يطمحون إلى إكمال دراساتهم العليا. 
وكانت امتحانات الثانوية العامة في دورتها الأولى انطلقت في العاشر من يونيو/ حزيران، وشملت جميع المناطق التي بلغ تعداد المراكز فيها 2400، وبلغ عدد المتقدمين والمتقدمات لنيل الشهادة 518 ألفاً و430، بنسبة زيادة بلغت 17.5في المائة عن السنة الماضية، في حين جرى تكليف أكثر من 51.600 أستاذ بالعمل داخل هذه المراكز. ومن أجل تأمين الظروف الصحية الآمنة، فرض بروتوكول صارم شمل عدم تجاوز العدد 10 مرشحين داخل كل قاعة صفية. ولأن المدارس كمراكز غير كافية تمت الاستعانة بالمنشآت الرياضية وبعض قاعات المؤسسات الكبرى لضمان التباعد والتزام التدابير الاحترازية كافة. وقد اعتمدت الوزارة هذا العام على تقسيم أيام الامتحان حسب الاختصاصات ببن العلمية والتقنية والمهنية والأدبية.

موقف
التحديثات الحية

وبعد إعلان نتائج الدورة الأولى تمّ تنظيم دورة استدراكية لاحقة كما العادة. 
على صعيد التعليم العالي وبالنظر إلى توسع الطلب وندرة العرض، فمؤسساته سواء أكانت تتبع الحكومة أم القطاع الخاص تعاني من عجز عن قبول تدفق أصحاب طلبات الدخول. وتكمن المشكلة في أن التوظيفات التي تصب في هذا الإطار مع توسع قاعدة المؤسسات التعليمية غير قادرة على تغطية الطلب الكثيف، ما يبقي أعداداً كبرى من الذين حصلوا على الثانوية العامة خارج القاعات. على أن المشكلة لا تنحصر في زيادة الطلب، إذ إن العامين 2019 – 2021 أظهرا معضلات أشد وطأة مما تعودته الجامعات. فقد جرى انتقال شبه نسبي نحو اعتماد التعليم عن بُعد في ظل عدم جهوزية كاملة من الأساتذة والطلاب لهذه النقلة. وهو ما ينسحب على التعليم العام أكثر من سواه. وتفرعت عن مشكلة الإجراءات الوقائية والحجر الصحي جملة مشكلات لم تكن البُنية العامة مهيأة لها، رغم الأشواط التي قطعتها البلاد. وهكذا جرى القسم الأكبر من الامتحانات "أون لاين"، فيما هناك تخصصات لا يمكن أن يتم امتحان طلابها عن بُعد. وتشمل هذه اختصاصات علمية وإنسانية على حد سواء. بالطبع يأتي من ضمن الإشكالات الأعطال التقنية التي أعاقت أداء قسم لا يستهان به من الطلاب عن الإفادة من هذا التطور لتجسير الهوة التي فرضها الوباء. 
(باحث وأكاديمي)
 

المساهمون