أوصت اللجنة الوطنية العلمية للتلقيح ضد فيروس كورونا، التابعة لوزارة الصحة في المغرب، بمواصلة استخدام لقاح "استرازينيكا"، وذلك بالتزامن مع استمرار الجدل حول سلامة اللقاح بعد تعليق عدة دول أوروبية استخدامه خشية تسببه في آثار جانبية.
وكشفت "اللجنة الوطنية العلمية للتلقيح، في رأي أصدرته بعد اجتماع أعضائها أمس الثلاثاء، عن تسجيل 4 حالات انصمام خثاري (التهاب يسبب حدوث جلطة دموية) من بين 4 ملايين و628 ألف و695 شخصا تلقوا جرعات لقاح "أسترازينيكا" في المغرب، لافتة إلى أنه بعد إخضاع الحالات الأربع للتحليل المعمق اتضح أن حالة واحدة لا علاقة لها بالانصمام الخثاري، وفي حالتين لم تثبت العلاقة ما بين إصابتها والتلقيح، أما الحالة الرابعة فإنها مازالت قيد البحث.
وبناء على تلك النتائج، أوصت اللجنة العلمية بالإبقاء على تلقيح "أسترازينيكا" في المغرب، مشددة، بالمقابل، على استمرار "مراقبة اللقاحات المستخدمة في حملة التلقيح بحثًا عن الأحداث السلبية بعد التطعيم، مع الحفاظ على المراقبة العلمية".
من جهة أخرى، کشفت رشيدة سليماني بن الشيخ، رئيسة المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، في تصريحات صحافية، عن وجود تبلیغات حول أعراض جانبية ضئيلة غير مرغوب فيها لبعض من استفادوا من اللقاح بالمغرب، بينها جلطات وتخثر الدم.
وأضافت المسؤولة عن اليقظة الدوائية أنه تم إجراء التحاليل لمعرفة علاقة اللقاح أو عوامل أخرى بهذه الجلطات وأنه لا يمكن لحد الآن الحسم في علاقته بها من دونها، وذلك راجع إلى عدم وجود دليل قاطع يربط بين اللقاح والجلطات وتخثر الدم، وهو الأمر نفسه بالنسبة لأوروبا التي قالت إن هناك تبليغات بخصوص اللقاح ولم تؤكد علاقته المباشرة بهذه الأعراض الجانبية.
ويعتبر المغرب من بين أوائل الدول التي طلبت لقاح "أسترازينيكا" وتأمين تسليمه بشروط تعاقدية تضمن إرسال 27 مليون جرعة إلى البلد.
وعلقت دول أوروبية عدة، من بينها ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا والدنمارك والنرويج وأيسلندا وأيرلندا وبلغاريا والنمسا، استخدام اللقاح بعد الكشف عن إصابات ووفيات بين أشخاص سبق لهم تلقيه.
لكن مديرة الوكالة الأوروبية للأدوية إيمر كوك، أكدت أمس الثلاثاء، أنّ الهيئة "مقتنعة تماماً" بفوائد لقاح "أسترازينيكا" المضادّ لفيروس كورونا، رغم أن عدة دول أوروبية أوقفت استخدامه بسبب مخاوف من تسببه بجلطات دموية وآثار جانبيّة أخرى محتملة.
وأفادت كوك، خلال مؤتمر صحافي: "ما زلنا مقتنعين تماما بأن فوائد لقاح أسترازينيكا في منع الإصابة بكورونا، وما يرتبط به من مخاطر دخول المستشفى والوفاة، تفوق مخاطر هذه الآثار الجانبية. الآلاف في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي يصابون بالجلطات كل عام لأسباب متنوعة، ولا توجد تقارير عن زيادة الجلطات الدموية في الدراسات السريرية للقاح أسترازينيكا".
وأضافت: "مع ذلك، من المقرر أن يجري خبراء تحليلا دقيقا للغاية"، ويقدمون توصية في هذا الصدد يوم الخميس.