تسبب القصف المتواصل من قبل قوات النظام السوري وروسيا والمليشيات الحليفة له على مناطق شمال غرب سورية في شل حركة السكان وحرمانهم من الوصول إلى أعمالهم وكسب لقمة العيش، كما يعيق التنقل وذهاب الطلاب إلى مدارسهم.
يقول علي درويش، مدني مقيم في المخيمات بريف إدلب الشمالي، لـ"العربي الجديد"، إن "القصف الروسي إضافة للقصف المدفعي يمنعاننا من التحرك"، مشيراً إلى أن هذا الوقت من العام ينشط موسم العمل في الأراضي الزراعية، وهو ما يؤثر عليه كعامل مياوم.
ويضيف: "نريد أن يتوقف القصف كي نتمكن من كسب عيشنا، الوضع سيئ للغاية وغير مستقر، نحن عمال مياومة نكسب قوتنا من عملنا اليومي، وإذا توقفنا ضعنا وواجهتنا مشاكل منها تأمين لقمة العيش لأطفالنا".
في المقابل، يوضح الناشط الإعلامي عدنان الطيب لـ"العربي الجديد" أن كل ما يحدث من قصف يغير حسابات الأهالي، فضلا عن شعورهم بالخوف وعدم الاستقرار، مضيفاً: "هناك من يريد الذهاب للعمل أو يريد التحرك لزيارة أقاربه ولكنه يخشى القصف".
وأوضح أن أهالي المنطقة يعتمدون على الزراعة بشكل رئيسي، وهو ما تصعب متابعته نظرا للقصف المتواصل، وهو ما يؤثر أيضاً على حركة المرضى وصعوبة مراجعة المشافي والمراكز الصحية، فضلاً عن تأثر طلاب المدارس وإحساسهم الدائم بالخوف.
هبة الأسعد، المقيمة في بلدة الأبزمو بريف حلب الغربي، أوضحت لـ"العربي الجديد" أن وضع العائلة في الوقت الحالي صعب بسبب تجدد القصف وتكراره بشكل يومي قائلة: "الأطفال يخافون بشكل هستيري عند سقوط القذائف، حتى نحن تكاد أعصابنا تنهار مع تكرار القصف، نريد أن نعيش بسلام وراحة من دون أن نخاف من سقوط قذيفة على البيت، الرعب الذي ذقناه ليلة الزلزال لا يزال في عقولنا، ونعيش الآن رعبا من القصف، لم نعد نحتمل".
وفي تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني، أوضح أن 70 شخصاً قتلوا بينما أصيب 349 آخرين، ثلثاهم من الأطفال، جراء التصعيد في شمال غرب سورية، بينما بلغ عدد النازحين 130 ألفا، حيث أثرت الأعمال العدائية وفق التقرير على 40 مرفقاً صحياً و24 مدرسة و20 منظومة مياه.
وجاء في التقرير أن عمليات الإغاثة عبر الحدود هي شريان الحياة. حيث عبرت 257 شاحنة تحمل مساعدات الأمم المتحدة إلى شمال غرب سورية خلال شهري سبتمبر/أيلول أكتوبر/تشرين الثاني وخلال فترة التصعيد في الأعمال العدائية. ويبلغ عدد سكان المنطقة وفق التقرير 4.5 ملايين شخص، منهم 4.1 ملايين محتاج.